الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الثامن : ما فيه من النظم والتأليف والترصيف ، وأنه خارج عن جميع وجوه النظم المعتاد في كلام العرب ، ومباين لأساليب خطاباتهم ، واختاره القاضي أبو بكر . قال : ولهذا لم يمكنهم معارضته . قال : ولا سبيل إلى معرفة إعجاز القرآن من أصناف البديع التي ادعوها في الشعر ; لأنه ليس مما يخرق العادة ، بل يمكن استدراكه بالتعلم والتدريب والتصنع له ، كقول الشعر ، ورصف الخطب ، وصناعة الرسالة ، والحذق في البلاغة ، وله طريق يسلك ، فأما شأو نظم القرآن فليس له مثال يحتذى عليه ، ولا إمام يقتدى به ، ولا يصح وقوع مثله اتفاقا . قال : ونحن نعتقد أن الإعجاز في بعض القرآن أظهر ، وفي بعض أدق وأغمض .

ثم قال القاضي : فإن قيل : ما الذي وقع التحدي به ؟ أهو الحروف المنظومة ؟ أو [ ص: 231 ] الكلام القائم بالذات ؟ أو غيره ؟

قلنا : الذي تحداهم به أن يأتوا على الحروف التي هي نظم القرآن منظومة حكمها متتابعها كتتابعها ، مطردة كاطرادها ، ولم يتحدهم إلى أن يأتوا بالكلام القديم الذي لا مثل له .

وقال بعض الأئمة : ليس الإعجاز المتحدى به إلا في النظم ، لا في المفهوم ; لأن المفهوم لم يمكن الإحاطة به ، ولا الوقوف على حقيقة المراد منه ، فكيف يتصور أن يتحدى بما لا يمكن الوقوف عليه ، إذ هو يسع كل شيء ، فأي شيء قوبل به ادعى أنه غير المراد ، ويتسلسل .

التالي السابق


الخدمات العلمية