القسم السابع والعشرون
باب الاشتغال فإن الشيء إذا أضمر ثم فسر كان أفخم مما إذا لم يتقدم إضمار ; ألا ترى أنك تجد اهتزازا في نحو قوله تعالى :
وإن أحد من المشركين استجارك فأجره ( التوبة : 6 ) .
وفي قوله :
قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي ( الإسراء : 100 ) .
وفي قوله :
يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما ( الإنسان : 31 ) .
وفي قوله :
فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ( الأعراف : 30 ) لا تجد مثله فإذا قلت : وإن استجارك أحد من المشركين فأجره .
وقولك : لو تملكون خزائن رحمة ربي ، وقولك : يدخل من يشاء في رحمته وأعد للظالمين عذابا أليما ، وقولك : هدى فريقا وأضل فريقا إذ الفعل المفسر في تقدير المذكور مرتين .
وكذا قوله تعالى :
إذا السماء انشقت ( الانشقاق : 1 )
إذا السماء انفطرت ( الانفطار : 1 ) ونظائره ، فهذه فائدة اشتغال الفعل عن المفعول بضميره .