الوجه الأول في فوائده : فمنها التفخيم والإعظام ; لما فيه من الإبهام ، لذهاب الذهن في كل مذهب وتشوفه إلى ما هو المراد فيرجع قاصرا عن إدراكه ، فعند ذلك يعظم شأنه ، ويعلو في النفس مكانه ، ألا ترى أن المحذوف إذا ظهر في اللفظ زال ما كان يختلج في الوهم من المراد ، وخلص للمذكور .
ومنها زيادة لذة بسبب استنباط الذهن للمحذوف ، وكلما كان الشعور بالمحذوف أعسر كان الالتذاذ به أشد وأحسن .
ومنها زيادة الأجر بسبب الاجتهاد في ذلك ; بخلاف غير المحذوف ، كما تقول في العلة المستنبطة والمنصوصة .
ومنها طلب الإيجاز والاختصار وتحصيل المعنى الكثير في اللفظ القليل .
ومنها التشجيع على الكلام ; ومن ثم سماه
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني " شجاعة العربية " .
ومنها : موقعه في النفس في موقعه على الذكر ; ولهذا قال شيخ الصناعتين
عبد القاهر [ ص: 177 ] الجرجاني : ما من اسم حذف في الحالة التي ينبغي أن يحذف فيها إلا وحذفه أحسن من ذكره ، ولله در القائل :
إذا نطقت جاءت بكل مليحة وإن سكتت جاءت بكل مليح