[ ص: 363 ] الثاني
قلب المعطوف
إما بأن يجعل المعطوف عليه معطوفا والمعطوف معطوفا عليه ، كقوله تعالى :
فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون ( النمل : 28 ) حقيقته : فانظر ماذا يرجعون ، ثم تول عنهم ؛ لأن نظره ما يرجعون من القول غير متأت مع توليه عنهم . وما يفسر به التولي من أنه يتوارى في الكوة التي ألقى منها الكتاب مجاز والحقيقة راجحة عليه .
وقوله :
ثم دنا فتدلى ( النجم : 8 ) أي : تدلى فدنا ؛ لأنه بالتدلي نال الدنو والقرب إلى المنزلة الرفيعة ، وإلى المكانة لا إلى المكان .
وقيل : لا قلب ، والمعنى : ثم أراد الدنو ، وفي صحيح البخاري :
فإذا قرأت القرآن فاستعذ ( النحل : 98 ) المعنى : فإذا استعذت فأقرأ .
وقوله :
وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا ( الأعراف : 4 ) وقال صاحب " الإيضاح " : لا قلب فيه ؛ لعدم تضمنه اعتبارا لطيفا .
[ ص: 364 ] ورد بتضمنه المبالغة في شدة سورة البأس ، يعني هلكت بمجرد توجه البأس إليها ثم جاءها .