تنبيهان
الأول : إنما يسأل عن
حكمة ذلك حيث كان له جمع كثرة ، فإن لم يكن له فلا ؛ كقوله :
أياما معدودات ( البقرة : 184 ) فإن " أياما " أفعال مع أنها ثلاثون ، لكن ليس لليوم جمع غيره ، ومن ثم أفرد السمع وجمع الأبصار في قوله :
وعلى سمعهم وعلى أبصارهم ( البقرة : 7 ) لأن " فعلا " ساكن العين صحيحها لا يجمع على ( أفعال ) غالبا وليس له جمع تكسير ، فلما كان كذلك اكتفى بدلالة الجنس على الجمع .
وجعل بعضهم من هذا ( أنفسكم ) على كثرتها في القرآن ، وليس كذلك فقد جاء :
وإذا النفوس زوجت ( التكوير : 7 ) وحكمته هنا ظاهرة ؛ لأن المراد استيعاب جميع الخلق في المحشر .
ونظيره :
من كل الثمرات ( البقرة : 266 ) لإمكان " الثمار " وليس رأس آية .
[ ص: 419 ] ومنه
آيات محكمات ( آل عمران : 7 ) لإمكان " آي " ولا يقال : إنه لطلب المشاكلة ؛ فقد قال تعالى بعده :
وأخر متشابهات ( آل عمران : 7 ) فدل على عدم المشاكلة ؛ لإمكان " أخريات " .
وكذلك قوله :
تجري من تحتها الأنهار ( البقرة : 25 ) وليس رأس آية ، ولا فيه مشاكلة ؛ لإمكان " الأنهر " .
وقد جاء ( أنفس ) للقلة ، كقوله :
وأنفسنا وأنفسكم ( آل عمران : 61 ) وقيل : المراد نفسان ، من باب :
فقد صغت قلوبكما ( التحريم : 4 ) .
الثاني : إنما يتم في المنكر ، أما المعرف فيستغنى بالعموم عن ذلك ، وبهذا يخدش في كثير مما سبق جعله من هذا النوع . وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في قوله تعالى : من الثمرات ( البقرة : 22 ) : إنه جمع قلة وضع موضع جمع الكثرة ، ورد عليه بأن " ال " في الثمرات للعموم ، فيصير كالثمار ، ولا حاجة إلى ارتكاب وضع جمع قلة موضع جمع كثرة ، وكذلك بيت
حسان السابق ، فإن الجفنات معرفة بـ " ال " و " أسيافنا " مضاف ، فيعم .