( تنبيه ) هذا الذي ذكرناه من
دلالة الاسم على الثبوت ، والفعل على التجدد ، والحدوث ، هو المشهور عند البيانيين ، وأنكر
أبو المطرف بن عميرة في كتاب التمويهات على كتاب التبيان
لابن الزملكاني ، قال : هذا الرأي غريب ، ولا مستند له نعلمه إلا أن يكون قد سمع أن في مقوله : أن يفعل وأن ينفعل هذا المعنى من التجدد ، فظن أنه الفعل القسيم للأسماء ، فغلط . ثم قوله : الاسم ، يثبت المعنى للشيء عجيب ، وأكثر الأسماء دلالتها على معانيها فقط ، وإنما ذاك في الأسماء المشتقة ، ثم كيف يفعل بقوله
[ ص: 64 ] تعالى : (
ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) ( المؤمنون : 15 - 16 ) وقوله في هذه السورة بعينها : (
إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ) ( المؤمنون : 57 - 58 ) وقال
ابن المنير : طريقة العرب تدبيج الكلام ، وتلوينه ، ومجيء الفعلية تارة ، والاسمية أخرى من غير تكلف لما ذكروه ، وقد رأينا الجملة الفعلية تصدر من الأقوياء الخلص اعتمادا على أن المقصود الحاصل بدون التأكيد ، كقوله تعالى : (
ربنا آمنا ) ( آل عمران : 53 ) ولا شيء بعد (
آمن الرسول ) ( البقرة : 285 ) وقد جاء التأكيد في كلام المنافقين ، فقال : (
إنما نحن مصلحون ) ( البقرة : 11 ) .