فصل :
قد يقع التبيين متصلا ، نحو : من الفجر بعد قوله :
الخيط الأبيض من الخيط الأسود [ البقرة : 187 ] .
ومنفصلا في آية أخرى ، نحو :
فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره [ البقرة : 230 ] بعد قوله :
الطلاق مرتان [ البقرة : 229 ] فإنها بينت أن المراد به الطلاق الذي تملك الرجعة بعده ، ولولاها لكان الكل منحصرا في الطلقتين .
وقد أخرج
أحمد وأبو داود في ناسخه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور وغيرهم ، عن
أبي رزين الأسدي ، قال :
قال رجل : يا رسول الله ، أرأيت قول الله : الطلاق مرتان [ البقرة : 229 ] فأين الثالثة ؟ قال : التسريح بإحسان .
وأخرج
ابن مردويه عن
أنس قال :
قال رجل : يا رسول الله ، ذكر الله الطلاق مرتين ، فأين الثالثة ؟ قال : فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان [ البقرة : 229 ] .
وقوله :
وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة [ القيامة : 22 - 23 ] دال على جواز الرؤية ، ويفسر أن المراد بقوله :
لا تدركه الأبصار [ الأنعام : 103 ] لا تحيط به ، دون ( لا تراه ) .
[ ص: 643 ] وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16574العوفي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
لا تدركه الأبصار لا تحيط به .
وأخرج عن
عكرمة : أنه قيل له عند ذكر الرؤية : أليس قد قال لا تدركه الأبصار ؟ فقال : ألست ترى السماء ؟ أفكلها ترى ؟ ! !
وقوله
أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم [ المائدة : 1 ] الآية .
فسره قوله :
حرمت عليكم الميتة [ المائدة : 3 ] .
وقوله :
مالك يوم الدين [ الفاتحة : 4 ] فسره قوله :
وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك : الآية [ الانفطار : 17 ، 18 ، 19 ] .
وقوله
فتلقى آدم من ربه كلمات [ البقرة : 37 ] فسره قوله :
قالا ربنا ظلمنا أنفسنا [ الأعراف : 23 ] الآية .
وقوله :
وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا [ الزخرف : 17 ] فسره قوله في آية النحل [ 58 ] : بالأنثى .
وقوله :
وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم [ البقرة : 40 ] قال العلماء : بيان هذا العهد قوله :
لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي [ المائدة : 12 ] إلى آخره ، فهذا عهده ، وعهدهم : (
لأكفرن عنكم سيئاتكم ) [ المائدة : 12 ] إلى آخره .
وقوله :
صراط الذين أنعمت عليهم [ الفاتحة : 7 ] بينه قوله :
أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين : [ مريم : 58 ] الآية .
وقد يقع التبيين بالسنة ، مثل :
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة [ البقرة : 43 ]
ولله على الناس حج البيت [ آل عمران : 97 ] . وقد
بينت السنة أفعال الصلاة والحج ، ومقادير نصب الزكوات في أنواعها .