[ العنوان ]
العنوان : قال
ابن أبي الإصبع : هو أن يأخذ المتكلم في غرض فيأتي لقصد تكميله وتأكيده بأمثلة في ألفاظ تكون عنوانا لأخبار متقدمة وقصص سالفة .
ومنه نوع عظيم جدا ، وهو عنوان العلوم ، بأن يذكر في الكلام ألفاظا تكون مفاتيح العلوم ومداخل لها .
فمن الأول قوله تعالى :
واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها [ الأعراف : 175 ] الآية ، فإنه عنوان قصة
بلعام .
ومن الثاني قوله تعالى :
انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب [ المرسلات : 30 ] الآية ، فيها عنوان علم الهندسة ، فإن الشكل المثلث أول الأشكال ، وإذا نصب في الشمس على أي ضلع من أضلاعه لا يكون له ظل ، لتحديد رءوس زواياه ، فأمر الله تعالى أهل جهنم بالانطلاق إلى ظل هذا الشكل تهكما بهم .
[ ص: 176 ] وقوله :
وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض [ الأنعام : 75 ] ، الآيات ، فيها عنوان علم الكلام ، وعلم الجدل ، وعلم الهيئة .