[ المشاكلة ]
المشاكلة : ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقا أو تقديرا ، فالأول كقوله تعالى :
تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك [ المائدة : 116 ] ،
ومكروا ومكر الله [ آل عمران : 54 ] ، فإن إطلاق النفس والمكر في جانب الباري تعالى لمشاكلة ما معه .
وكذا قوله :
وجزاء سيئة سيئة مثلها [ الشورى : 40 ] ؛ لأن الجزاء حق لا يوصف بأنه سيئة .
فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه [ البقرة : 194 ] ،
اليوم ننساكم كما نسيتم [ الجاثية : 34 ] ،
فيسخرون منهم سخر الله منهم [ التوبة : 79 ] ،
إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم [ البقرة : 14 ، 15 ] .
ومثال التقدير قوله تعالى :
صبغة الله [ البقرة : 138 ] ؛ أي : تطهير الله ؛ لأن الإيمان يطهر النفوس ، والأصل فيه : أن
النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية ، ويقولون : إنه تطهير لهم ، فعبر عن الإيمان بصبغة الله للمشاكلة بهذه القرينة .