[ ص: 312 ] النوع السبعون في
المبهمات .
أفرده بالتأليف
السهيلي ، ثم
nindex.php?page=showalam&ids=13361ابن عسكر ثم
القاضي بدر الدين بن جماعة ولي فيه تأليف لطيف مع فوائد الكتب المذكورة مع زوائد أخرى على صغر حجمه جدا ، وكان من السلف من يعتني به كثيرا . قال
عكرمة : طلبت الذي خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم أدركه الموت أربع عشرة سنة .
وللإبهام في القرآن أسباب .
أحدها : الاستغناء ببيانه في موضع آخر كقوله :
صراط الذين أنعمت عليهم [ الفاتحة : 7 ] . فإنه مبين في قوله :
مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين [ النساء : 69 ] . .
الثاني : أن يتعين لاشتهاره كقوله :
وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة [ البقرة : 35 ] . ولم يقل :
حواء لأنه ليس له غيرها
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه [ البقرة : 258 ] . والمراد
نمروذ لشهرة ذلك لأنه المرسل إليه .
قيل : وقد ذكر الله فرعون في القرآن باسمه ولم يسم
نمروذ ، لأن فرعون كان أذكى منه كما يؤخذ من أجوبته
[ ص: 313 ] لموسى ، ونمروذ كان بليدا ولهذا قال :
أنا أحيي وأميت وفعل ما فعل من قتل شخص والعفو عن آخر ، وذلك غاية البلادة .
الثالث : قصد الستر عليه ليكون أبلغ من استعطافه نحو :
ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا [ البقرة : 204 ] . الآية هو
الأخنس بن شريق وقد أسلم بعد وحسن إسلامه .
الرابع : أن لا يكون في تعيينه كبير فائدة نحو :
أو كالذي مر على قرية [ البقرة : 259 ] .
واسألهم عن القرية [ الأعراف : 163 ] .
الخامس : التنبيه على العموم وأنه غير خاص بخلاف ما لو عين نحو :
ومن يخرج من بيته مهاجرا [ النساء : 100 ] .
السادس : تعظيمه بالوصف الكامل دون الاسم نحو :
ولا يأتل أولو الفضل [ النور : 22 ] .
والذي جاء بالصدق وصدق به [ الزمر : 33 ] .
إذ يقول لصاحبه [ التوبة : 40 ] . والمراد الصديق في الكل .
السابع : تحقيره بالوصف الناقص نحو :
إن شانئك هو الأبتر [ الكوثر : 3 ] . .