الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل .

أما الكنى ، فليس في القرآن منها غير أبي لهب ، واسمه عبد العزى ، ولذلك لم يذكر باسمه ، لأنه حرام شرعا ، وقيل : للإشارة إلى أنه جهنمي .

وأما الألقاب فمنها إسرائيل لقب يعقوب ، ومعناه : عبد الله وقيل : صفوة الله وقيل : سري الله لأنه أسرى لما هاجر .

وأخرج ابن جرير من طريق عمير ، عن ابن عباس أن إسرائيل كقولك عبد الله .

وأخرج عبد الرحمن بن حميد في تفسيره عن أبي مجلز قال : كان يعقوب رجلا [ ص: 310 ] بطيشا فلقي ملكا فعالجه فصرعه الملك ، فضرب على فخذيه ، فلما رأى يعقوب ما صنع به بطش به ، فقال : ما أنا بتاركك حتى تسميني اسما فسماه إسرائيل . قال أبو مجلز : ألا ترى أنه من أسماء الملائكة .

وفيه لغات أشهرها بياء بعد الهمزة ، ولام ، وقرئ بلا همز .

قال بعضهم : ولم يخاطب اليهود في القرآن إلا ب يا بني إسرائيل دون يا بني يعقوب لنكتة ، وهي أنهم خوطبوا بعبادة الله ، وذكروا بدين أسلافهم موعظة لهم وتنبيها من غفلتهم ، فسموا بالاسم الذي فيه تذكرة بالله تعالى ، فإن إسرائيل اسم مضاف إلى الله في التأويل ، ولما ذكر موهبته لإبراهيم وتبشيره به ، قال يعقوب . وكان أولى من إسرائيل ، لأنها موهبة بمعقب آخر ، فناسب ذكر اسم يشعر بالتعقيب .

ومنها : المسيح لقب عيسى ومعناه قيل : الصديق وقيل : الذي ليس لرجله أخمص وقيل : الذي لا يمسح ذا عاهة إلا برئ وقيل : الجميل وقيل : الذي يمسح الأرض : أي : يقطعها وقيل : غير ذلك .

ومنها : إلياس قيل إنه لقب إدريس .

أخرج ابن أبي حاتم بسند حسن ، عن ابن مسعود قال : إلياس هو إدريس ، وإسرائيل هو يعقوب وفي قراءته : ( وإن إدراس لمن المرسلين ) ( سلام على إدراسين ) وفي قراءة أبي : ( وإن إيليسين ) ، ( سلام على إيليسين ) .

ومنها : ذو الكفل قيل : إنه لقب إلياس ، وقيل : لقب اليسع ، وقيل : لقب يوشع ، وقيل : لقب زكريا .

ومنها : نوح اسمه عبد الغفار ولقبه نوح لكثرة نوحه على نفسه في طاعة ربه ، كما أخرجه ابن أبي حاتم عن يزيد الرقاشي .

ومنها : ذو القرنين واسمه إسكندر ، وقيل : عبد الله بن الضحاك بن سعد [ ص: 311 ] وقيل : المنذر بن ماء السماء وقيل : الصعب بن قرين بن الهمال حكاهما ابن عسكر . ولقب ذا القرنين لأنه بلغ قرني الأرض المشرق والمغرب . وقيل : لأنه ملك فارس والروم . وقيل : كان على رأسه قرنان : أي : ذؤابتان . وقيل : كان له قرنان من ذهب . وقيل : كانت صفحتا رأسه من نحاس . وقيل : كان على رأسه قرنان صغيران تواريهما العمامة . وقيل : إنه ضرب على قرنه فمات ثم بعثه الله فضربوه على قرنه الآخر . وقيل : لأنه كان كريم الطرفين . وقيل : لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي . وقيل : لأنه أعطي علم الظاهر وعلم الباطن . وقيل : لأنه دخل النور والظلمة .

ومنها : فرعون ، واسمه الوليد بن مصعب وكنيته أبو العباس وقيل : أبو الوليد وقيل : أبو مرة . وقيل : إن فرعون لقب لكل من ملك مصر .

أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : كان فرعون فارسيا من أهل إصطخر .

ومنها : تبع ، قيل : كان اسمه أسعد بن ملكي كرب ، وسمي تبعا لكثرة من تبعه .

وقيل : إنه لقب ملوك اليمن سمي كل واحد منهما تبعا : أي : يتبع صاحبه كالخليفة يخلف غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية