قال تعالى : (
إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) ( 22 ) .
قوله تعالى : (
إن شر الدواب عند الله الصم ) : إنما جمع الصم ، وهو خبر " شر " ؛ لأن شرا هنا يراد به الكثرة ، فجمع الخبر على المعنى ، ولو قال الأصم لكان الإفراد على اللفظ ، والمعنى على الجمع .
[ ص: 460 ] قال تعالى : (
واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) . قوله تعالى : (
لا تصيبن ) : فيها ثلاثة أوجه : أحدها : أنه مستأنف ، وهو جواب قسم محذوف ؛ أي : والله لا تصيبن الذين ظلموا خاصة ؛ بل تعم . والثاني : أنه نهي ، والكلام محمول على المعنى ، كما تقول لا أرينك هاهنا ؛ أي : لا تكن هاهنا فإن من يكون هاهنا أراه ، وكذلك المعنى هنا ؛ إذ المعنى : لا تدخلوا في الفتنة ، فإن من يدخل فيها تنزل به عقوبة عامة . والثالث : أنه جواب الأمر ، وأكد بالنون مبالغة ، وهو ضعيف ؛ لأن جواب الشرط متردد ، فلا يليق به التوكيد .
وقرئ في الشاذ : ( لتصيبن ) : بغير ألف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : الأشبه أن تكون الألف محذوفة ، كما حذفت في أم والله .
وقيل : في قراءة الجماعة إن الجملة صفة لفتنة ، ودخلت النون على المنفي في غير القسم على الشذوذ .
قال تعالى : (
واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ) ( 26 ) .
قوله تعالى : (
تخافون ) : يجوز أن يكون في موضع رفع صفة كالذي قبله ؛ أي : خائفون ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في " مستضعفون " .
قال تعالى : (
يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) ( 27 ) .
قوله تعالى : (
وتخونوا أماناتكم ) : يجوز أن يكون مجزوما عطفا على الفعل الأول ، وأن يكون نصبا على الجواب بالواو .
قال تعالى : (
وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ( 30 ) .
قوله تعالى : (
وإذ يمكر ) : هو معطوف على : (
واذكروا إذ أنتم ) .
قال تعالى : (
وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) ( 32 ) .
قوله تعالى : (
هو الحق ) : القراءة المشهورة بالنصب ، و " هو " هاهنا فصل .
[ ص: 461 ] ويقرأ بالرفع على أن " هو " مبتدأ ، والحق خبره ، والجملة خبر كان .
و (
من عندك ) : حال من معنى الحق ؛ أي : الثابت من عندك .
(
من السماء ) : يجوز أن يتعلق بأمطر ، وأن يكون صفة لحجارة .
قال تعالى : (
وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ( 34 ) .
قوله تعالى : (
ألا يعذبهم ) : أي : في أن لا يعذبهم ، فهو في موضع نصب ، أو جر على الاختلاف . وقيل : هو حال ، وهو بعيد ؛ لأن " أن " تخلص الفعل للاستقبال .