سورة القصص
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (
طسم ( 1 )
تلك آيات الكتاب المبين ( 2 )
نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون ( 3 ) ) .
قد تقدم ذكر الحروف المقطعة والكلام على ذلك .
قوله تعالى : (
نتلوا عليك ) : مفعوله محذوف دلت عليه صفته ، وتقديره : شيئا من نبأ
موسى . وعلى قول
الأخفش " من " زائدة .
[ ص: 287 ] و ( بالحق ) : حال من النبأ .
قال تعالى : (
إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ( 4 ) ) .
قوله تعالى : (
يستضعف ) : يجوز أن يكون صفة لشيعا ، و " يذبح " تفسير له ، أو حال من فاعل " يستضعف " ويجوز أن يكونا مستأنفين .
قال تعالى : (
ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ( 6 )
وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ( 7 ) ) .
قوله تعالى : (
منهم ) : يتعلق بـ " نري " ولا يتعلق بـ " يحذرون " ؛ لأن الصلة لا تتقدم على الموصول .
و (
أن أرضعيه ) : يجوز أن تكون " أن " مصدرية ، وأن تكون بمعنى أي .
قال تعالى : (
فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ( 8 ) ) .
قوله تعالى : (
ليكون لهم ) : اللام للصيرورة لا لام الغرض .
والحزن والحزن لغتان .
قال تعالى : (
وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون ( 9 ) ) .
قوله تعالى : (
قرة عين ) : أي هو قرة عين .
و (
لي ولك ) : صفتان لقرة ؛ وحكى بعضهم أن الوقف على " لا " وهو خطأ ؛ لأنه لو كان كذلك لقال : تقتلونه ؛ أي أتقتلونه على الإنكار ، ولا جازم على هذا .
قال تعالى : (
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين ( 10 ) ) .
قوله تعالى : (
فارغا ) : أي من الخوف .
ويقرأ : " فرغا " بكسر الفاء وسكون الراء ؛ كقولهم : ذهب دمه فرغا ؛ أي باطلا ؛ أي أصبح حزن فؤادها باطلا . ويقرأ : " فرعا " وهو ظاهر .
[ ص: 288 ] ويقرأ : " فرغا " أي خاليا من قولهم : فرغ الفناء ، إذا خلا .
وإن مخففة من الثقيلة ، وقيل : بمعنى ما ، وقد ذكرت نظائره .