قال تعالى : (
وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ( 22 ) ) .
[ ص: 340 ] قوله تعالى : (
وما لي ) : الجمهور على فتح الياء ؛ لأن ما بعدها في حكم المتصل بها ؛ إذ كان لا يحسن الوقف عليها والابتداء بما بعدها . و (
مالي لا أرى الهدهد ) [ النمل : 20 ] . بعكس ذلك .
قال تعالى : (
أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون ( 23 ) ) .
قوله تعالى : (
لا تغن عني ) : هو جواب الشرط ؛ ولا يجوز أن تقع " ما " مكان " لا " هنا ؛ لأن " ما " تنفي ما في الحال ، وجواب الشرط مستقبل لا غير .
قال تعالى : (
قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون ( 26 )
بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ( 27 ) ) .
قوله تعالى : (
بما غفر لي ) : في " ما " ثلاثة أوجه ؛ أحدها : مصدرية ؛ أي بغفرانه . والثاني : بمعنى الذي ؛ أي بالذنب الذي غفره . والثالث : استفهام على التعظيم ؛ ذكره بعض الناس ؛ وهو بعيد ؛ لأن " ما " في الاستفهام إذا دخل عليه حرف الجر حذفت ألفها ، وقد جاء في الشعر بغير حذف .
قال تعالى : (
وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ( 28 ) ) .
قوله تعالى : (
وما أنزلنا ) : " ما " نافية ، وهكذا : " وما كنا " .
ويجوز أن تكون " ما " الثانية زائدة ؛ أي وقد كنا . وقيل : هي اسم معطوف على " جند " .
قال تعالى : (
إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ( 29 ) ) .
قوله تعالى : (
إن كانت إلا صيحة ) : اسم كان مضمر ؛ أي ما كانت الصيحة إلا صيحة ؛ والغرض وصفها بالاتحاد . وإذا للمفاجأة . والله أعلم .
قال تعالى : (
يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ( 30 )
ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ( 31 ) ) .
قوله تعالى : (
ياحسرة ) : فيه وجهان ؛ أحدهما : أن " حسرة " منادى ؛ أي يا حسرة احضري ؛ فهذا وقتك .
[ ص: 341 ] و ( على ) : تتعلق بحسرة ؛ فلذلك نصبت ؛ كقولك : يا ضاربا رجلا . والثاني : المنادى محذوف ، و " حسرة " مصدر ؛ أي أتحسر حسرة .
ويقرأ في الشاذ " يا حسرة العباد " أي يا تحسيرهم ؛ فالمصدر مضاف إلى الفاعل ؛ ويجوز أن يكون مضافا إلى المفعول ؛ أي أتحسر على العباد .
قوله تعالى : (
ما يأتيهم من رسول ) : الجملة تفسير سبب الحسرة .
(
وكم أهلكنا ) : قد ذكر .
( وأنهم إليهم ) : بفتح الهمزة ، وهي مصدرية ، وموضع الجملة بدل من موضع " كم أهلكنا " والتقدير : ألم يروا أنهم إليهم .
ويقرأ بكسر الهمزة ، على الاستئناف .
قال تعالى : (
وإن كل لما جميع لدينا محضرون ( 32 ) ) .
قوله تعالى : ( وإن كل ) : قد ذكر في آخر هود .
قال تعالى : (
وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ( 33 ) ) .
قوله تعالى : (
وآية لهم ) : مبتدأ ، و " لهم " : الخبر . و " الأرض " : مبتدأ ، و " أحييناها " : الخبر ، والجملة تفسير للآية .
وقيل : " الأرض " : مبتدأ ؛ و " آية " : خبر مقدم ؛ و " أحييناها " تفسير الآية ، و " لهم " : صفة آية .
قال تعالى : (
وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ( 34 )
ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون ( 35 ) ) قوله تعالى : (
من العيون ) : من على قول
الأخفش ، زائدة ، وعلى قول غيره : المفعول محذوف ؛ أي من العيون ما ينتفعون به .
(
وما عملته ) : في " ما " ثلاثة أوجه ؛ أحدها : هي بمعنى الذي . والثاني : نكرة موصوفة ؛ وعلى كلا الوجهين هي في موضع جر عطفا على " ثمرة " ويجوز أن يكون نصبا على موضع (
من ثمره ) .
[ ص: 342 ] والثالث : هي نافية .
ويقرأ بغير هاء ؛ ويحتمل الأوجه الثلاثة ، إلا أنها نافية بضعف ؛ لأن " عملت " لم يذكر لها مفعول .