غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية
9770
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن الزهري قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=977370ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر وجاء الذين كانوا بأرض الحبشة ، بعث بعثين قبل الشام إلى كلب ، وبلقين ، وغسان ، وكفار العرب الذين في مشارف الشام ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحد البعثين nindex.php?page=showalam&ids=5أبا عبيدة بن الجراح [ ص: 453 ] - وهو أحد بني فهر - وأمر على البعث الآخر nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص ، فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر ، فلما كان عند خروج البعثين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=5أبا عبيدة بن الجراح nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص فقال لهما : " لا تعاصيا " فلما فصلا عن المدينة جاء أبو عبيدة فقال nindex.php?page=showalam&ids=59لعمرو بن العاص : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا أن لا نتعاصيا ، فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك فقال nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص : بل أطعني ، فأطاعه أبو عبيدة ، فكان عمرو أمير البعثين كليهما ، فوجد من ذلك nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وجدا شديدا ، فكلم أبا عبيدة فقال : أتطيع ابن النابغة ، وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ؟ ما هذا الرأي ؟ فقال أبو عبيدة nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر بن الخطاب : ابن أم ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي وإليه أن لا نتعاصيا ، فخشيت إن لم أطعه ، أن أعصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشكي إليه ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنا بمؤثر بها عليكم إلا بعدكم " - يريد المهاجرين - وكانت تلك [ ص: 454 ] الغزوة تسمى ذات السلاسل ، أسر فيها ناس كثيرة من العرب وسبوا ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد وهو غلام شاب ، فانتدب في بعثه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير بن العوام ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبل أن يصل ذلك البعث ، فأنفذه nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم بعث
أبو بكر حين ولي الأمر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثلاثة أمراء إلى
الشام ، وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد على جند ، وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص على جند ، وأمر
شرحبيل بن حسنة على جند ، وبعث
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد على جند قبل
العراق ، ثم إن
عمر كلم
أبا بكر ، فلم يزل يكلمه حتى أمر
nindex.php?page=showalam&ids=293يزيد بن أبي سفيان على
nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد وجنده ، وذلك من موجدة وجدها
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب على
nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد حين قدم من
اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقي
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد فقال : أغلبتم يا
بني عبد مناف على أمركم ؟ فلم يحملها عليه
أبو بكر وحملها عليه
عمر ، فقال
عمر : فإنك لتترك إمرته على الثعالب ، فلما استعمله
أبو بكر ذكر ذلك ، فكلم
أبا بكر فاستعمل مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=293يزيد بن أبي سفيان ، فأدركه
يزيد أميرا بعد أن وصل
الشام بذي المروة ، وكتب
أبو بكر إلى
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد فأمره بالمسير
[ ص: 455 ] إلى
الشام بجنده ، ففعل ، فكانت
الشام على أربعة أمراء حتى توفي
أبو بكر . فلما استخلف
عمر نزع
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد ، وأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=5أبا عبيدة بن الجراح ، ثم قدم
عمر الجابية فنزع
شرحبيل بن حسنة ، وأمر جنده أن يتفرقوا في الأمراء الثلاثة فقال
شرحبيل بن حسنة : يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت ؟ قال : لم تعجز ولم تخن قال : ففيم عزلتني ؟ قال : تحرجت أن أؤمرك وأنا أجد أقوى منك قال : فاعذرني يا أمير المؤمنين قال : سأفعل ، ولو علمت غير ذلك لم أفعل قال : فقام
عمر فعذره ، ثم أمر
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص بالمسير إلى
مصر وبقي
الشام على أميرين :
nindex.php?page=showalam&ids=5أبي عبيدة بن الجراح ،
nindex.php?page=showalam&ids=293ويزيد بن أبي سفيان ، ثم توفي
أبوعبيدة ، فاستخلف
خالدا وابن عمه
nindex.php?page=showalam&ids=360عياض بن غنم فأقره
عمر ، فقيل
لعمر : كيف تقر
nindex.php?page=showalam&ids=360عياض بن غنم وهو رجل جواد لا يمنع شيئا يسأله ؟ وقد نزعت
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد في أن كان يعطي دونك ؟ فقال
عمر : إن هذه شيمة
عياض في ماله حتى يخلص إلى ماله ، وإني مع ذلك لم أكن لأغير أمرا قضاه
nindex.php?page=showalam&ids=5أبو عبيدة بن الجراح .
قال : ثم توفي
nindex.php?page=showalam&ids=293يزيد بن أبي سفيان فأمر مكانه
معاوية فنعاه
[ ص: 456 ] عمر إلى
أبي سفيان فقال : احتسب
يزيد يا
أبا سفيان قال : يرحمه الله ، فمن أمرت مكانه ؟ قال
معاوية قال : وصلتك رحم .
قال : ثم توفي
nindex.php?page=showalam&ids=360عياض بن غنم ، فأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=16727عمير بن سعد الأنصاري ، فكانت
الشام على
معاوية وعمير حتى قتل
عمر .
فاستخلف
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، فعزل
عميرا ، وترك
الشام لمعاوية ، ونزع
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة عن
الكوفة وأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، ونزع
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص عن
مصر وأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=16436عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ونزع
nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى الأشعري وأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=6279عبد الله بن عامر بن كريز ، ثم نزع
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص من
الكوفة ، وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=292الوليد بن عقبة ، ثم شهد على
الوليد فجلده ونزعه ، وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص مكانه ، ثم قال الناس ونشبوا في الفتنة ، فحج
nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص ، ثم قفل من حجه فلقيه خيل
العراق ، فرجعوه من العذيب ، وأخرج أهل
مصر nindex.php?page=showalam&ids=16436عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وأقر أهل
البصرة nindex.php?page=showalam&ids=6279عبد الله بن عامر بن كريز ، فكان ذلك أول الفتنة ، حتى إذا قتل
عثمان رحمه الله بايع الناس
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، فأرسل إلى
طلحة والزبير : إن شئتما فبايعاني ، وإن شئتما بايعت أحدكما ، قالا : بل نبايعك ، ثم هربا إلى
مكة ،
وبمكة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بما يتكلمان به ، فأعانتهما على رأيهما ، فأطاعهم ناس كثير من
قريش ، فخرجوا قبل
البصرة يطلبون بدم
ابن عفان ، وخرج معهم
عبد الرحمن بن أبي [ ص: 457 ] بكر ، وخرج معهم
عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ،
وعبد الله بن الحارث بن هشام ،
nindex.php?page=showalam&ids=16414وعبد الله بن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17065ومروان بن الحكم في أناس من
قريش كلموا أهل
البصرة وحدثوهم أن
عثمان قتل مظلوما ، وأنهم جاءوا تائبين مما كانوا غلوا به في أمر
عثمان ، فأطاعهم عامة أهل
البصرة ، واعتزل
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف - من
تميم - وخرج
عبد القيس إلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب بعامة من أطاعه ، وركبت
عائشة جملا لها يقال له عسكر ، وهي في هودج قد ألبسته الدفوف - يعني جلود البقر - فقالت : إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني قالت : ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبدا قالت : فلم يسمع الناس كلامي ، ولم يلتفتوا إلي ، وكان القتال ، فقتل يومئذ سبعون من قريش كلهم يأخذ بخطام جمل
عائشة حتى لا يقتل ، ثم حملوا الهودج حتى أدخلوه منزلا من تلك المنازل ، وجرح
مروان جراحا شديدة ، وقتل
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله يومئذ ، وقتل
الزبير بعد ذلك
بوادي السباع ، وقفلت
عائشة ومروان بمن بقي من
قريش فقدموا
المدينة ، وانطلقت
عائشة فقدمت
مكة ، فكان
مروان والأسود بن أبي البختري على
المدينة وأهلها يغلبان
[ ص: 458 ] عليها ، وهاجت الحرب بين
علي [
ومعاوية ] فكانت بعوثهما تقدم
مكة للحج ، فأيهما سبق فهو أمير الموسم أيام الحج للناس ، ثم إنها أرسلت
أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم [ إلى
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ] قالت إحداهما للأخرى : تعالي نكتب إلى
معاوية وعلي أن يعتقا من هذه البعوث التي تروع الناس ، حتى تجتمع الأمة على أحدهما فقالت
أم حبيبة : كفيتك أخي
معاوية ، وقالت
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : كفيتك
عليا . فكتبت كل واحدة منهما إلى صاحبها ، وبعثت وفدا من
قريش والأنصار ، فأما
معاوية فأطاع
أم حبيبة ، وأما
علي فهم أن يطيع
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، فنهاه
الحسن بن علي عن ذلك ، فلم يزل بعوثهما وعمالهما يختلفون إلى
المدينة ومكة حتى قتل
علي رحمه الله تعالى ، ثم اجتمع الناس على
معاوية ومروان وابن البختري يغلبان على أهل
المدينة في تلك الفتنة ، وكانت
مصر في سلطان
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، فأمر عليها
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ، وكان حامل راية
الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وغيره
nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة ، وكان
قيس من ذوي الرأي من الناس إلا ما غلب عليه من أمر الفتنة ، فكان
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص جاهدين على إخراجه من
مصر ويغلبان على
مصر ، وكان قد امتنع منهما بالدهاء
[ ص: 459 ] والمكيدة ، فلم يقدرا على أن يفتحا
مصر حتى كاد
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد من قبل
علي . قال : فكان
معاوية يحدث رجلا من ذوي الرأي من
قريش فيقول : ما ابتدعت من مكيدة قط أعذب عندي من مكيدة كايدت بها
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد من قبل
علي وهو
بالعراق حين امتنع مني
قيس ، فقلت لأهل
الشام : لا تسبوا
قيسا ، ولا تدعوني إلى غزوه ، فإن
قيسا لنا شيعة ، تأتينا كتبه ونصيحته ، ألا ترون ما يفعل بإخوانكم الذين عنده من أهل خربتا يجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ، ويؤمن سربهم ، ويحسن إلى كل راغب قدم عليه ، فلا نستنكره في نصيحته قال
معاوية : وطفقت أكتب بذلك إلى شيعتي من أهل
العراق ، فسمع بذلك من جواسيس
علي الذين هدى من أهل
العراق ، فلما بلغ ذلك
عليا ونماه إليه
عبد الله بن جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16889ومحمد بن أبي بكر الصديق ، اتهم
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد وكتب إليه بأمره بقتال أهل خربتا ، وأهل خربتا يومئذ عشرة آلاف ، فأبى
قيس أن يقاتلهم ، وكتب إلى
علي أنهم وجوه أهل
مصر وأشرافهم وذوو الحفاظ منهم ، وقد رضوا مني بأن أؤمن سربهم ، وأجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ، وقد علمت أن هواهم مع
معاوية ، فلست
[ ص: 460 ] مكايدهم بأمر أهون علي وعليك من أن نفعل ذلك بهم اليوم ، ولو دعوتهم إلى قتالي كانوا قرناهم أسودان لعرب وفيهم
nindex.php?page=showalam&ids=1042بسر بن أرطاة ،
nindex.php?page=showalam&ids=209ومسلمة بن مخلد ،
ومعاوية بن خديج الخولاني ، فذرني ورأيي فيهم ، وأنا أعلم بما أداري منهم . فأبى عليه
علي إلا قتالهم ، فأبى
قيس أن يقاتلهم ، وكتب
قيس إلى
علي : إن كنت تتهمني فاعتزلني عن عملك ، وأرسل إليه غيري ، فأرسل
الأشتر أميرا على
مصر ، حتى إذا بلغ
القلزم شرب
بالقلزم شربة من عسل فكان فيها حتفه ، فبلغ ذلك
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص فقال
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص : إن لله جنودا من عسل . فلما بلغت
عليا وفاة
الأشتر بعث
محمد بن أبي بكر أميرا على
مصر ، فلما حدث به
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد قادما أميرا عليه تلقاه فخلا به وناجاه وقال : إنك قد جئت من عند امرئ لا رأي له في الحرب ، وإنه ليس عزلكم إياي بمانعي أن أنصح لكم ، وإني من أمركم على بصيرة ، وإني أدلك على الذي كنت أكايد به
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص وأهل خربتا فكايدهم به ، فإنك إن كايدتهم بغيره تهلك . فوصف له قيس المكايدة التي كايدهم بها ، فاغتشه
محمد بن أبي بكر ، وخالفه في كل شيء أمره به ، فلما قدم
محمد بن أبي بكر مصر خرج قيس قبل
المدينة فأخافه
مروان والأسود بن أبي البختري ، حتى إذا خاف أن يؤخذ ويقتل ركب راحلته ، فظهر إلى
[ ص: 461 ] لى
علي ، فكتب
معاوية إلى
مروان والأسود بن أبي البختري يتغيظ عليهما ويقول : أمددتما
عليا nindex.php?page=showalam&ids=7246بقيس بن سعد وبرأيه ومكايدته فوالله لو أمددتماه بثمانية آلاف مقاتل ما كان ذلك بأغيظ لي من إخراجكما
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد إلى
علي ، فقدم
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد إلى
علي ، فلما بانه الحديث ، وجاءهم قتل
محمد بن أبي بكر عرف
علي أن
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد كان يداري منهم أمورا عظاما من المكايدة التي قصر عنها رأي علي ورأي من كان يؤازره على عزل
قيس ، فأطاع
علي قيسا في الأمر كله ، وجعله على مقدمة أهل
العراق ومن كان
بأذربيجان وأرضها ، وعلى شرطة الخمسين الذين انتدبوا للموت ، وبايع أربعون ألفا كانوا بايعوا
عليا على الموت ، فلم يزل
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد يسد 00000 ذلك الثغر حتى قتل
علي .
واستخلف أهل
العراق الحسن بن علي على الخلافة ، وكان
الحسن لا يريد القتال ، ولكنه كان يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من
معاوية ، ثم يدخل في الجماعة ويبايع ، فعرف
الحسن أن
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد لا يوافقه على ذلك ، فنزعه وأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=5409عبيد الله بن العباس ، فلما عرف
nindex.php?page=showalam&ids=5409عبيد الله بن العباس الذي يريد
الحسن أن يأخذ لنفسه ، كتب
عبيد الله إلى
معاوية يسأله الأمان ، ويشترط لنفسه على الأموال التي أصاب ، فشرط ذلك
معاوية [ له ] وبعث إليه
[ ص: 462 ] ابن عامر في خيل عظيمة ، فخرج إليهم
عبيد الله ليلا ، حتى لحق بهم ، وترك جنده - الذين هو عليهم - لا أمير لهم ، ومعهم
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد ، فأمرت شرطة الخمسين
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد ، وتعاهدوا وتعاقدوا على قتال
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص حتى يشترط لشيعة
علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم وما أصابوا من الفتنة ، فخلص
معاوية حين فرغ من
عبيد الله والحسن إلى مكايدة رجل هو أهم الناس عنده مكيدة ، وعنده أربعون ألفا ، فنزل بهم
معاوية وعمرو [ و ] أهل
الشام أربعين ليلة ، ويرسل
معاوية إلى
قيس ويذكره الله ويقول : على طاعة من تقاتلني ؟ ويقول : قد بايعني الذي تقاتل على طاعته ، فأبى
قيس أن يقر له حتى أرسل
معاوية بسجل قد ختم له في أسفله فقال : اكتب في هذا السجل ، فما كتبت فهو لك فقال
عمرو لمعاوية : لا تعطه هذا وقاتله ، فقال
معاوية - وكان خير الرجلين - : على رسلك يا
أبا عبد الله ، فإنا لن نخلص إلى قتل هؤلاء حتى يقتل عددهم من أهل
الشام ، فما خير الحياة بعد ذلك ؟ وإني والله لا أقاتله حتى [ لا ] أجد من ذلك بدا ، فلما بعث إليه
معاوية بذلك السجل اشترط
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد لنفسه ولشيعة
علي الأمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ، ولم يسأل
معاوية في ذلك مالا ، فأعطاه
معاوية ما اشترط
[ ص: 463 ] عليه ، ودخل
قيس ومن معه في الجماعة . وكان يعد في العرب - حتى ثارت الفتنة الأولى - خمسة يقال لهم : ذوو رأي العرب ومكيدتهم ، يعد من
قريش معاوية وعمرو ، ويعد من الأنصار
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد ، ويعد من المهاجرين
عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، ويعد من
ثقيف nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة ، فكان مع
علي منهم رجلان :
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد ،
وعبد الله بن بديل ، وكان
المغيرة معتزلا
بالطائف وأرضها ، فلما حكم الحكمان فاجتمعا
بأذرح ، وافاهما
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة ، وأرسل الحكمان إلى
عبد الله بن عمر ، وإلى
عبد الله بن الزبير ، ووافى رجالا كثيرا من
قريش ووافى
معاوية بأهل
الشام ووافى
nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص - وهما الحكمان -
وأبى علي وأهل
العراق أن يوافوا ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة لرجال من ذوي رأي أهل
قريش : هل ترون أحدا يقدر على أن يستطيع أن يعلم : أيجتمع هذان الحكمان أم لا ؟ فقالوا له : لا نرى أن أحدا يعلم ذلك قال : فوالله إني لأظنني سأعلمه منهما حين أخلو بهما فأراجعهما . فدخل على
عمرو [ ص: 464 ] بن العاص فبدأ به فقال : يا
أبا عبد الله ، أخبرني عما أسألك عنه : كيف ترانا معشر المعتزلة ؟ فإنا قد شككنا في هذا الأمر الذي قد تبين لكم في هذا القتال ، ورأينا نستأني ونتثبت حتى تجتمع الأمة على رجل فندخل في صالح ما دخلت فيه الأمة ؟ فقال
عمرو : أراكم معشر المعتزلة خلف الأبرار ومعشر الفجار فانصرف
المغيرة ولم يسأله عن غير ذلك حتى دخل على
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، فخلا به فقال له نحوا مما قال
لعمرو ، فقال
أبو موسى : أراكم أثبت الناس رأيا ، وأرى فيكم بقية المسلمين . فانصرف فلم يسأله عن غير ذلك قال : فلقي أصحابه الذين قال لهم ما قال من ذوي رأي
قريش قال : أقسم لكم لا يجتمع هذان على رجل واحد ، وليدعون كل واحد منهما إلى رأيه .
فلما اجتمع الحكمان ، وتكلما خاليين فقال
عمرو : يا
أبا موسى ، أرأيت أول ما نقضي به في الحق ؟ علينا أن نقضي لأهل الوفاء بالوفاء ، ولأهل الغدر بالغدر ، فقال
أبو موسى : وما ذلك ؟ قال : ألست تعلم أن
معاوية وأهل
الشام قد وافوا للموعد الذي وعدناهم إياه ؟ فقال :
[ ص: 465 ] فاكتبها ، فكتبها
أبو موسى ، فقال
عمرو : قد أخلصت أنا وأنت أن نسمي رجلا يلي أمر هذه الأمة ، فسم يا
أبا موسى ، فإني أقدر على أن أبايعك منك على أن تبايعني ، فقال
أبو موسى : أسمي
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب - وكان
عبد الله بن عمر فيمن اعتزل - فقال
عمرو : فأنا أسمي لك
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان ، فلم يبرحا من مجلسهما ذلك حتى اختلفا واستبا ، ثم خرجا إلى الناس ، ثم قال
أبو موسى : يا أيها الناس ، إني قد وجدت مثل
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص مثل الذي قال الله تبارك وتعالى
واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها حتى بلغ
لعلهم يتفكرون وقال
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص : يا أيها الناس إني وجدت مثل
أبي موسى مثل الذي قال الله تبارك وتعالى
مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا حتى بلغ الظالمين ثم كتب كل واحد منهما بالمثل الذي ضرب لصاحبه إلى الأمصار .
قال الزهري : عن
سالم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال
معمر : وأخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16446ابن طاوس ، عن
عكرمة بن خالد ، عن ابن عمر قال : فقام
معاوية عشية فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد ، فمن كان متكلما في هذا الأمر ، فليطلع لي قرنه ، فوالله لا يطلع فيه أحد إلا كنت أحق به منه ومن أبيه - قال : يعرض
nindex.php?page=showalam&ids=12بعبد الله بن عمر - قال
عبد الله بن عمر : " فأطلقت
[ ص: 466 ] حبوتي فأردت أن أقوم إليه فأقول : يتكلم فيه رجال قاتلوك وأباك على الإسلام ، ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع ، وتسفك فيه الدماء ، وأحمل فيه على غير رأي ، فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك قال : فلما انطلقت إلى منزلي أتاني
nindex.php?page=showalam&ids=200حبيب بن مسلمة فقال : ما الذي منعك أن تتكلم حين سمعت الرجل أن يتكلم فقلت له : لقد أردت ذلك ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع ، وتسفك فيها الدماء ، وأحمل فيها على غير رأي ، فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك كله ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=200حبيب بن مسلمة nindex.php?page=showalam&ids=12لعبد الله بن عمر : فداك أبي وأمي ، فإنك عصمت ، وحفظت مما خفت عرته " .