صفحة جزء
581 - والدليل على صحة ما تأولت أن هارون بن إسحاق الهمداني حدثنا ، قال : حدثنا عبدة ، عن سعيد ، عن خالد - يعني الحذاء - ، عن غيلان بن جرير ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ، قال : صليت خلف علي فكان يكبر إذا سجد ، وإذا رفع رأسه ، فلما انصرف قال لي عمران بن حصين : صلى بنا هذا مثل صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال أبو بكر : وفي هذا الخبر ما دل على أن اللفظة التي ذكرها حماد بن زيد ، عن غيلان بن جرير في هذا الخبر ، وإذا نهض من الركوع كبر ، إنما أراد : وإذا نهض من الركوع فأراد السجود كبر ، على ما ذكر الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، ثم يقول : سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة ، ثم يقول - وهو قائم - : ربنا ولك الحمد ، ثم يكبر حين يهوي ساجدا ، وكذلك خبر [ أبي عامر ] عن فليح ، عن سعيد بن الحارث ، عن أبي سعيد الخدري ذكر التكبير حين قال : سمع الله [ ص: 319 ] لمن حمده ، أي أنه يكبر عند رفع الرأس من الركوع ، ذكر تكبيرة أخرى عند الإهواء إلى السجود ، فلما ذكر التكبيرة عند رفع الرأس من السجود بعد التكبيرة حين قال : سمع الله لمن حمده بان وثبت أنه إنما أراد التكبير حين قال : سمع الله لمن حمده إذا أراد الإهواء إلى السجود ، وكذلك في خبر أبي سلمة من أبي هريرة . قال : وحين يركع ، وإذا أراد أن يسجد بعدما يرفع من الركوع ، ففي هذا ما بان أنه كان يكبر إذا رفع رأسه من الركوع ، وأراد السجود لا أنه كان يكبر عند رفع الرأس من الركوع ، ولو أبحنا للمصلي أن يكبر في كل خفض ورفع وكان عليه أن يكبر إذا رفع رأسه من الركوع ، ثم يكبر عند الإهواء إلى السجود لكان عدد التكبير في أربع ركعات ستة وعشرين تكبيرة لا اثنتين وعشرين تكبيرة .

وفي خبر عكرمة ، عن ابن عباس ما بان وثبت أن عدد التكبير في أربع ركعات اثنتان وعشرون تكبيرة لا أكثر منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية