حدثني يحيى عن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر أنه كان يقول من قال والله ثم قال إن شاء الله ثم لم يفعل الذي حلف عليه لم يحنث قال مالك أحسن ما سمعت في الثنيا أنها لصاحبها ما لم يقطع كلامه وما كان من ذلك نسقا يتبع بعضه بعضا قبل أن يسكت فإذا سكت وقطع كلامه فلا ثنيا له .
قال يحيى وقال مالك في الرجل يقول كفر بالله أو أشرك بالله ثم يحنث إنه ليس عليه كفارة وليس بكافر ولا مشرك حتى يكون قلبه مضمرا على الشرك والكفر وليستغفر الله ولا يعد إلى شيء من ذلك وبئس ما صنع .
[ ص: 96 ] 6 - باب ما لا يجب فيه الكفارة من اليمين .
وقال البيهقي : المحفوظ وقفه ، وتعقب بأن غيره رفعه أيضا ورجاله ثقات وقد صححه الحاكم .
( قال مالك : أحسن ما سمعت في الثنيا ) بضم فسكون من : ثنيت الشيء إذا عطفته ، والمراد الاستثناء المذكور ؛ أي : الإخراج بإن شاء الله ، فإن المستثني عطف بعض ما ذكره لأنه عرفا إخراج بعض ما تناوله اللفظ ( أنها لصاحبها ما لم يقطع كلامه ) بل وصله باليمين ( وما كان من ذلك نسقا يتبع بعضا قبل أن يسكت فإذا سكت وقطع كلامه فلا ثنيا له ) أخذا من قوله في الحديث المرفوع فقال إن شاء الله بالفاء الموضوعة للتعقيب بلا تراخ فمتى انفصل لم يؤثر .
( قال مالك في الرجل يقول كفر بالله وأشرك بالله ) أو هو يهودي أو نصراني ونحو ذلك لا يفعل كذا أو ليفعلن كذا ( ثم يحنث : إنه ليس عليه كفارة ) لأنه لم يحلف فليس ما قاله بيمين ( وليس بكافر ولا مشرك حتى يكون قلبه مضمرا على الكفر والشرك ) فمتى كان قلبه مطمئنا بالإيمان لم يكفر بقول ذلك وإن أثم ( وليستغفر الله ) يتوب إليه ( ولا يعد إلى شيء من ذلك وبئس ما صنع ) وإنما لم يكفر لحديث الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353383من حلف [ ص: 97 ] فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله " ولم ينسبه - صلى الله عليه وسلم - إلى الكفر إذ لو كان كذلك لأمره بتمام الشهادتين كما أشار إليه البخاري .
وأما حديثه عن ثابت بن الضحاك رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353384من حلف بغير ملة الإسلام فهو كما قال " وحديث ابن عمر مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353385من حلف بغير الله فقد كفر " أخرجه أحمد والترمذي برجال ثقات ، وصححه الحاكم على شرطهما ، وقال غيره على شرط مسلم ، فالمراد به التهديد والمبالغة في الوعيد لا الحكم بكفره كأنه قال فهو مستحق مثل عذاب من اعتقد ما قال ، والمراد بالكفر كفر النعمة بفعله فعل الكفار إذ كانوا يحلفون بغير الله ، وكفر نعمته بتعظيم من لم يكن له تعظيمه ؛ لأن الحلف لا يصلح إلا بالله فالحالف بغيره معظم له بما ليس له .