1154 1134 - ( مالك ، عن ابن شهاب أنه بلغه ) قال ابن عبد البر : لا أعلمه يتصل من وجه صحيح ، وهو حديث مشهور معلوم عند أهل السير ، وابن شهاب إمام أهلها ، وشهرة هذا الحديث أقوى من إسناده إن شاء الله . ( أن نساء كن في عهد رسول الله ) أي زمنه ( - صلى الله عليه وسلم - يسلمن بأرضهن وهن غير مهاجرات وأزواجهن حين أسلمن كفار منهن ) فاختة ، بفاء ومعجمة وفوقية ( بنت الوليد بن المغيرة ) المخزومية ، أخت خالد بن الوليد ( وكانت تحت صفوان بن أمية ) بن خلف بن وهب الجمحي أحد الفصحاء والمطعمين في الجاهلية وأحد من انتهى إليه شرف الجاهلية ووصله لهم الإسلام ( فأسلمت يوم الفتح ) وبايعت قبل إسلام زوجها بشهر ، وليس لها حديث . ( وهرب زوجها صفوان بن أمية من الإسلام ) بغضا فيه حتى هداه الله ( فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن عمه ) أي صفوان ( وهب بن عمير ) بضم العين ، مصغر ، ابن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي الصحابي ابن الصحابي ، قال ابن [ ص: 237 ] دريد : كان وهب من أحفظ الناس فكانت قريش تقول : له قلبان من شدة حفظه فأنزل الله : ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) ( سورة الأحزاب : الآية 4 ) فلما كان يوم بدر أقبل منهزما ونعلاه واحدة في يده والأخرى في رجله ، فقالوا : ما فعل الناس ؟ قال : هزموا ، فقالوا : فأين نعلاك ؟ قال : في رجلي ، قالوا : فما في يدك ؟ فقال : ما شعرت ، فعلموا أنه ليس له قلبان ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10353566برداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمانا لصفوان بن أمية ، ودعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام وأن يقدم عليه فإن رضي أمرا قبله وإلا سيره شهرين ) أنظره فيهما ليتروى ، قال في الإصابة : المعروف أن هذه القصة ، أي البعث بالرداء والأمان ، كانت لأبي وهب عمير بن وهب كما ذكره موسى بن عقبة وغيره من أهل المغازي ( فلما قدم صفوان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بردائه ناداه على رءوس الناس ) جهرا ( فقال : يا محمد إن هذا وهب ) بالنصب والرفع ( ابن عمير جاءني بردائك ، وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك فإن رضيت ) بضم التاء ( أمرا ) أي الإسلام ( قبلته وإلا سيرتني شهرين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انزل أبا وهب ) كنية صفوان ، خاطبه بها تعظيما واستئلافا مع أن صفوان خاطبه باسمه فأغضى عن ذلك : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ( سورة القلم : الآية 4 ) ( فقال : لا والله لا أنزل حتى تبين لي ) هل خبر وهب كما قال أم لا ؟ ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بل لك تسيير أربعة أشهر ) فزاده شهرين على ما بعث به إليه تفضلا وزيادة في الاستئلاف ( فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) في شوال سنة ثمان ( قبل ) بكسر القاف وفتح الباء ، جهة ( هوازن ) قبيلة كبيرة فيها عدة بطون ينسبون إلى هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة ، بمعجمة فمهملة ففاء مفتوحات ، ابن قيس عيلان ، بمهملة ، ابن إلياس بن مضر ( بحنين ) واد بين مكة والطائف ( فأرسل إلى صفوان بن أمية يستعير ) أي منه ( أداة ) كترس وخودة ( وسلاحا عنده فقال ) صفوان ( أطوعا أم كرها ؟ فقال : بل طوعا ) وفي رواية : فقال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353567أغصبا يا محمد ؟ فقال : بل عارية ، مضمونة ، حتى نردها إليك ، فقال : [ ص: 238 ] ليس بهذا بأس " ( فأعاره الأداة والسلاح التي عنده ) وفي رواية : " فأعطى له مائة درع بما فيها من السلاح فسأله - صلى الله عليه وسلم - أن يكفيهم حملها فحملها إلى أوطاس " . ويقال : أعاره أربعمائة درع بما يصلحها فإن صح فالمائة داخلة في الأربعمائة . ( ثم خرج صفوان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) وفي نسخة : ثم رجع ( وهو كافر فشهد حنينا والطائف وهو كافر وامرأته مسلمة ، ولم يفرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين امرأته ) فاختة ( حتى أسلم صفوان ) حين أعطاه من الغنائم فأكثر فقال : أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي فأسلم . وروى مسلم والترمذي عنه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353568والله لقد أعطاني النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنه لأبغض الناس إلي فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي " . ( واستقرت عنده امرأته بذلك النكاح ) لإسلامه في عدتها .