1224 - ( مالك أنه بلغه ) مما جاء في طرق ثابتة رواها عبد الرزاق وغيره عن عبيدة السلماني ( أن علي بن أبي طالب قال في الحكمين اللذين قال الله - تبارك وتعالى - : ( وإن خفتم شقاق بينهما ) أصله شقاقا بينهما فأضيف الشقاق إلى الظرف على سبيل الاتساع كقوله تعالى : ( بل مكر الليل والنهار ) ( سورة سبإ : الآية 33 ) أصله بل مكر في الليل ، والشقاق العداوة والخلاف لأن كلا منهما يفعل ما يشق على صاحبه ، أو يميل إلى شق أي ناحية غير شق صاحبه ، والضمير للزوجين وإن لم يجر لهما ذكر لذكر ما يدل عليهما ( فابعثوا حكما من أهله ) رجلا يصلح للحكومة والإصلاح بينهما ( وحكما من أهلها ) لأن الأقارب أعرف [ ص: 324 ] ببواطن الأحوال وأطلب للصلاح ، ونفوس الزوجين أسكن إليهما فيبرزان ما في ضمائرهما من الحب والبغض وإرادة الصحبة والفرقة ، ويخلو كل حكم منهما بصاحبه ويفهم مراده ، ولا يخفي حكم عن حكم شيئا إذا اجتمعا ( إن يريدا ) أي الحكمان ( إصلاحا يوفق الله بينهما ) أي الزوجين ، أي يقدرهما على ما هو الطاعة من إصلاح أو فراق ( إن الله كان عليما ) بكل شيء ( خبيرا ) بالبواطن كالظواهر ( إن إليهما ) أي الحكمين ( الفرقة بينهما والاجتماع ) فيمضي على الزوجين ما اتفق الحكمان عليه .
( قال مالك : وذلك أحسن ما سمعت من أهل العلم أن الحكمين يجوز ) ينفذ ( قولهما بين الرجل وامرأته في الفرقة ) إذا اتفقا عليها ( والاجتماع ) كذلك بغير توكيل ولا إذن من الزوجين خلافا لمن قال - وعليه الشافعي - أن الزوج يوكل حكمه في الطلاق أو الخلع وتوكل هي حكمها في بذل العوض وقبول الطلاق به ، ويفرقان بينهما إن رأياه صوابا .