1827 1780 - ( مالك عن نافع ) مولى ابن عمر ( عن سائبة مولاة لعائشة ) مرسل ، وهو موصول في الصحيحين بنحوه من حديث ابن عمر ، وعائشة ، وأبي لبابة : ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=10354560نهى عن قتل الجنان ) - بكسر الجيم ، وفتح النون الثقيلة - جمع جان ، وهي الحية الصغيرة ، وقيل : الرفيعة الخفيفة ، وقيل : الرقيقة البيضاء ، وقيل : ما لا يتعرض لإذاية الناس .
وعن ابن عباس : الجنان مسخ الجن ، كما مسخت القردة من بني إسرائيل .
وقال ابن وهب : هي عوامر البيوت ، فتمثل في صفة حية رقيقة بالمدينة ، وغيرها ، وهي التي نهى عن قتلها حتى تنذر .
وذكر الترمذي عن ابن المبارك : إنما يقتل من الحيات التي تكون رقيقة كأنها فضة ، ولا تلتوي في مشيها ، قاله عياض .
قال الأبي : لولا تفسير من فسر الجنان بالحيات عموما ، لتوهم أنه لا ينذر [ ص: 613 ] من جنان البيوت إلا الصغير على من فسر الجنان بالصغير ، ( التي في البيوت ) عموما أو بيوت خاصة على ما مر حتى تنذر ، ويقتل ما وجد في الصحاري بلا إنذار .
قال مالك : ويقتل ما وجد منها في المساجد ، ( إلا ذا الطفيتين ) - بضم الطاء المهملة ، وسكون الفاء - تثنية طفية ، وهو خوصة المقل شبه به الخطين الذين على ظهر الحية ، قاله المازري وغيره .
وقال الكرماني : الواو للجمع بين الوصفين ، لا بين الذاتين فالمعنى : اقتلوا الحية الجامعة بين الأبترية ، وكونها ذات طفيتين كقولهم : مررت بالرجل الكريم ، والنسمة المباركة ، ولا منافاة أيضا بين الأمر بقتل ما اتصف بإحدى الصفتين ، وبقتل ما اتصف بهما معا ؛ لأن الصفتين قد يجتمعان فيها ، وقد يفترقان .
( فإنهما يخطفان ) - بفتح الطاء - البصر ، وفي رواية : يطمسان ( البصر ) ، أي : يمحوان نوره ، ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10354562ويطرحان ما في بطون النساء ) من الحمل ، وفي رواية : ويسقطان الحبل - بفتح الموحدة - قال الأبي : إما للفزع ، أو لخاصية فيهما ، وقد تكون الخاصية قول ابن شهاب نرى ذلك من سمهما .
قال الحافظ : زعم الداودي أنه أذن في قتلهما ؛ لأن الجان لا يتمثل بهما ، وإنما يتم إن جعل الاستثناء منقطعا ، فإن كان متصلا ففيه رد عليه ، انتهى .
وبه علم قول السيوطي ، إنما استثنيا ؛ لأن مؤمني الجن لا يتصورون في صورهما لأذيتهما بنفس رؤيتهما ، وإنما يتصور مؤمنوا الجن بصورة من لا تضر رؤيته ، فإن هذا كلام الداودي ، وقد علم ما فيه ، وأيضا تعليله بهذا خلاف ظاهر تعليله ، صلى الله عليه وسلم .