حدثني مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع رجله في الغرز وهو يريد السفر يقول باسم الله اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم ازو لنا الأرض وهون علينا السفر اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ومن كآبة المنقلب ومن سوء المنظر في المال والأهل
( اللهم ازو ) ، بالزاي منقوطة ، أي : اطو ( لنا الأرض ) الطريق ، وقربه وسهله ، ( وهون ) : يسر ، وخفف ( علينا السفر ) ، فلا ننال فيه مزيد مشقة .
( اللهم إني أعوذ بك ) ، الباء للإلصاق المعنوي التخصيصي كأنه خص الرب بالاستعاذة ، وقد جاء في الكتاب والسنة : أعوذ بالله ، ولم يسمع : بالله أعوذ ؛ لأن تقديم المعمول تفنن وانبساط ، والاستعاذة حال خوف وقبض ، بخلاف الحمد لله ، ولله الحمد ؛ لأنه حال شكر وتذكر إحسان ونعم ، قاله الطيبي .
( من وعثاء ) - بعين مهملة ساكنة ، ومثلثة ، والمد - [ ص: 617 ] أي : شدة ( السفر ) وخشونته ، ( ومن كآبة ) - بفتح الكاف ، والهمزة ، والمد - أي : حزن ( المنقلب ) ، وذلك بأن ينقلب الرجل ، وينصرف من سفره إلى أمر حزنه ويكتئب منه .