وقالت طائفة من أصحابنا :
مراسيل الثقات أولى من المسندات ، واعتلوا بأن من أسند لك فقد أحالك على البحث عن أحوال من سماه لك ، ومن أرسل من الأئمة حديثا مع علمه ودينه وثقته ; فقد قطع لك على صحته ، وكفاك النظر .
[ ص: 4 ] وقالت منهم طائفة أخرى : لسنا نقول : إن المرسل أولى من المسند ، ولكنهما سواء في وجوب الحجة والاستعمال ، واعتلوا بأن السلف رضوان الله عليهم أرسلوا ووصلوا وأسندوا ; فلم يعب واحد منهم على صاحبه شيئا من ذلك ، بل كل من أسند لم يخل من الإرسال ، ولو لم يكن ذلك كله عندهم دينا وحقا ما اعتمدوا عليه ; لأنا وجدنا التابعين إذا سئلوا عن شيء من العلم ، وكان عندهم في ذلك شيء عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ، أو عن أصحابه رضي الله عنهم ; قالوا : قال رسول الله كذا ، وقال
عمر كذا ، ولو كان ذلك لا يوجب عملا ، ولا يعد علما عندهم ; لما قنع به العالم من نفسه ، ولا رضي به منه السائل .
وممن كان يذهب إلى هذا القول من أصحابنا :
أبو الفرج عمرو بن محمد المالكي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13658وأبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16935أبي جعفر محمد بن جرير الطبري .
وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري أن التابعين بأسرهم أجمعوا على
قبول المرسل ، ولم يأت عنهم إنكاره ، ولا عن أحد الأئمة بعدهم إلى رأس المائتين ، كأنه يعني أن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أول من أبى من قبول المرسل .