وفي هذا الحديث ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المداومة على قيام الليل والإخبات عند قيامه ، [ ص: 190 ] والدعاء والتضرع والإخلاص والثناء على الله - عز وجل - بما هو أهله ، والإقرار بوعده ووعيده والتسليم والابتهال ، وفيه - صلى الله عليه وسلم - الأسوة الحسنة فطوبى لمن وفق وأعين على ذلك .
وقد روى هذا الحديث بعض من جمع حديث مالك فذكره عن مالك ، عن أبي الزبير ، عن عطاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وذلك خطأ ، والحديث صحيح لمالك عن أبي الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كما رواه يحيى ، وسائر رواة الموطأ لا يختلفون في ذلك فيما علمت ، وليس في هذا الحديث معنى يشكل إن شاء الله .
وأما قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=1013497أنت قيام السماوات والأرض فقيام وقيوم وقيم بمعنى واحد ، وهو الدائم الذي لا يزول ، وقيام فيعال وقيوم فيعول وقيم فيعل ، وأما الرب فمعلوم عند الناس أنه المالك ، سبحان ملك الدنيا والآخرة وملكهما ونورهما ، قوله الحق ، لأن الله هو الحق المبين ، وقد قال : فالحق والحق أقول .
وأما الإقرار بالجنة والنار فواجب مجتمع عليه ، ألا ترى أن ذلك مما يكتب في صدور الوصايا مع الشهادة بالتوحيد وبالنبي [ ص: 191 ] - صلى الله عليه وسلم - وقد قرئت " الحي القيوم والحي القيام " ، وفي مصحف nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود " القيم " وكل ذلك حسن .
وأما قوله : وإليك أنبت ، فالإنابة الرجوع إلى الخير ، ولا يكون الرجوع إلى الشر إنابة ، قال الله - عز وجل - : وأنيبوا إلى ربكم أي : عودوا إلى ما يرضى به عنكم من التوبة .
وأما قوله : اللهم لك أسلمت ، فمعناه استسلمت لحكمك وأمرك وسلمت ورضيت وآمنت وصدقت واستيقنت والله أعلم .
وقد مضى معنى الإسلام والإيمان في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب عن سالم والحمد لله .
وروى هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله ، nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس يكنى أبا عبد الرحمن ، وهو من جلة التابعين دينا وورعا وفضلا وعلما ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس بن كيسان ، ويقال : طاوس بن أبي حنيفة مولى يحيى بن ريسان الحميري اليماني ، يقال إنه لم ينفرد أحد nindex.php?page=showalam&ids=11بابن عباس من أصحابه غير nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس ، كان له منه مجلس خاص ، وكان يواظب مجلسه مع العامة ، ومات nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس بمكة [ ص: 192 ] قبل التروية بيوم سنة ست ومائة ، وهو ابن بضع وتسعين سنة ، وصلى عليه nindex.php?page=showalam&ids=17243هشام بن عبد الملك وهو خليفة كان حج في ذلك العام .
حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن الفضل الدينوري ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17046محمد بن يوسف الهروي ، حدثنا أحمد بن المعلى الأسدي ، حدثنا الوليد بن يزيد - يعرف بابن أبي طلحة - قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16240ضمرة بن ربيعة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13286ابن شوذب قال : شهدت جنازة nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس بمكة سنة ست ومائة ، فسمعتهم يقولون : يرحم الله أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة .