1728 - ( وعن أنس قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي ) أي : برفع صوت . ( عند قبر فقال : اتقي الله ) هذا توطئة لما بعده ، أي : خافي عقابه أو مخالفته بترك النياحة . ( واصبري ) حتى تؤجري . ( قالت ) أي : جاهلة بمن يخاطبها ، وظانة أنه من آحاد الناس ، وغافلة عما قيل : انظر إلى ما قال ، ولا تنظر إلى من قال . ( إليك ) اسم فعل أي : ابعد وتنح . ( عني ) ولا تلمني ، وما أبعد تقدير ابن حجر وتقريره وتحريره ، حيث قال : أي تباعد عني لأمرين : كوني امرأة وأنت ذكر أجنبي ، وكون حالك ليس كحالي . ( فإنك لم تصب ) على بناء المجهول أي : لم تبتل . ( بمصيبتي ) أي : بعينها أو بمثلها على زعمها . ( ولم تعرفه ) النبي أو ولم تعرفه أنه النبي صلى الله عليه وسلم ( فقيل لها ) : أي : بعد ما ذهب صلى الله عليه وسلم . ( إنه النبي صلى الله عليه وسلم فندمت ) على ما جاوبت به النبي صلى الله عليه وسلم . ( فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده ) أي : عند بابه . ( بوابين ) كما هو عادة الملوك الجبابرة . ( فقالت : لم أعرفك ) أي : فلا تأخذ علي . قال الطيبي : كأنها لما سمعت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم توهمت أنه على طريقة الملوك ، فقالت اعتذرا : لم أعرفك . ( فقال : إنما الصبر ) أي : الكامل المرضي المثاب عليه . ( عند الصدمة ) أي : الحملة . ( الأولى ) وابتداء المصيبة ، وأول لحوق المشقة ، وإلا فكل أحد يصبر بعدها . قال الطيبي : إذ هناك سورة المصيبة فيثاب على الصبر ، وبعدها تنكسر السورة ، ويتسلى المصاب بعض التسلي ، فيصير الصبر طبعا ، فلا يثاب عليها ) اهـ . أما إذا لم يصر الصبر طبعا ثم تذكر المصيبة ثم صبر ولو طال العهد فيثاب ، كما سيأتي في الحديث ، ولكن الدرجة الأعلى عند الصدمة الأولى . ( متفق عليه ورواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، ذكره ميرك .