2605 - ( وعن ابن عباس ، أنه دفع ) أي : أفاض ( مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة ) أي : من عرفة إلى المزدلفة لا كما وهم ابن حجر ، وقال : أي : من منى إليها ، أو من محل الخطبة إلى محل الوقوف ، وذلك لأنه لا مزاحمة إلا بعد الدفع من عرفة ، كما يفهم من إيراد المصنفين في هذا الباب ، وكأنه جاء الوهم من قوله : يوم عرفة ( فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ) أي : أحس ( وراءه ) أي : خلفه ( زجرا شديدا ) أي : سوقا للدواب ، برفع الأصوات ( وضربا للإبل ، فأشار بسوطه إليهم ) ليتوجهوا إليه ويسمعوا قوله ( وقال : أيها الناس ) وفي نسخة : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10361046يا أيها الناس ، عليكم بالسكينة " أي : الطمأنينة والسكون مع الله ، وترك الحركة المشوشة لقلوب خلق الله . ( فإن البر ) في الحج وغيره ( ليس بالإيضاع ) : وهو حمل الإبل على سرعة السير ، أي : ليس يحصل البر بذلك فقط ، بل بأداء المناسك واجتناب المحظورات ، والحاصل أن المسارعة إلى الخيرات ، والمبادرة إلى المبرات مطلوبة ، لكن لا على وجه يجر إلى المكروهات ، وما يترتب عليه من الأذيات ، فلا تنافي بينه وبين الحديث السابق ( رواه البخاري ) .