الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2605 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما ، أنه دفع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وراءه زجرا شديدا ، وضربا للإبل ، فأشار بسوطه إليهم ، وقال : " يا أيها الناس ، عليكم بالسكينة ، فإن البر ليس بالإيضاع " . رواه البخاري .

التالي السابق


2605 - ( وعن ابن عباس ، أنه دفع ) أي : أفاض ( مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة ) أي : من عرفة إلى المزدلفة لا كما وهم ابن حجر ، وقال : أي : من منى إليها ، أو من محل الخطبة إلى محل الوقوف ، وذلك لأنه لا مزاحمة إلا بعد الدفع من عرفة ، كما يفهم من إيراد المصنفين في هذا الباب ، وكأنه جاء الوهم من قوله : يوم عرفة ( فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ) أي : أحس ( وراءه ) أي : خلفه ( زجرا شديدا ) أي : سوقا للدواب ، برفع الأصوات ( وضربا للإبل ، فأشار بسوطه إليهم ) ليتوجهوا إليه ويسمعوا قوله ( وقال : أيها الناس ) وفي نسخة : " يا أيها الناس ، عليكم بالسكينة " أي : الطمأنينة والسكون مع الله ، وترك الحركة المشوشة لقلوب خلق الله . ( فإن البر ) في الحج وغيره ( ليس بالإيضاع ) : وهو حمل الإبل على سرعة السير ، أي : ليس يحصل البر بذلك فقط ، بل بأداء المناسك واجتناب المحظورات ، والحاصل أن المسارعة إلى الخيرات ، والمبادرة إلى المبرات مطلوبة ، لكن لا على وجه يجر إلى المكروهات ، وما يترتب عليه من الأذيات ، فلا تنافي بينه وبين الحديث السابق ( رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية