وصف به أبو نعيم بن عبد الله . ; لأنه كان يجمر المسجد ، أي يبخره .
الثاني : قوله " إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين " يحتمل " غرا " وجهين :
أحدهما : أن يكون مفعولا ليدعون ، كأنه بمعنى يسمون غرا .
والثاني : وهو الأقرب - أن يكون حالا ، كأنهم يدعون إلى موقف الحساب أو الميزان ، أو غير ذلك مما يدعى الناس إليه يوم القيامة ، وهم بهذه الصفة ، أي غرا محجلين .
فيعدى " يدعون " في المعنى بالحرف ، كما قال الله عز وجل { يدعون إلى كتاب الله } ويجوز أن لا يتعدى " يدعون " بحرف الجر .
ويكون " غرا " حالا أيضا . والغرة : في الوجه . والتحجيل : في اليدين والرجلين .
الثالث : المروي المعروف في قوله صلى الله عليه وسلم " من آثار الوضوء " الضم في " الوضوء " ويجوز أن يقال بالفتح ، أي من آثار الماء المستعمل في الوضوء فإن الغرة والتحجيل : نشأ عن الفعل بالماء .
فيجوز أن ينسب إلى كل منهما . الرابع : قوله " فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل " اقتصر فيه على [ ص: 95 ] لفظ " الغرة " هنا ، دون التحجيل - وإن كان الحديث يدل على طلب التحجيل أيضا .
وكأن ذلك من باب التغليب لأحد الشيئين على الآخر إذا كانا بسبيل واحد . وقد استعمل الفقهاء ذلك أيضا ، وقالوا : يستحب تطويل الغرة . وأرادوا : الغرة والتحجيل . وتطويل الغرة في الوجه : بغسل جزء من الرأس . وفي اليدين : بغسل بعض العضدين .
وفي الرجلين : بغسل بعض الساقين وليس في الحديث تقييد ولا تحديد لمقدار ما يغسل من العضدين والساقين . وقد استعمل nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة الحديث على إطلاقه وظاهره في طلب إطالة الغرة فغسل إلى قريب من المنكبين .
ولم ينقل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا كثر استعماله في الصحابة والتابعين رضي الله عنهم فلذلك لم يقل به كثير من الفقهاء . ورأيت بعض الناس قد ذكر : أن حد ذلك : نصف العضد ، ونصف الساق ا هـ .