هذا الحديث خرجه مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن سفيان وسفيان : هو ابن عبد الله الثقفي الطائفي له صحبة ، وكان عاملا nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر بن الخطاب على الطائف .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في " تفسيره " من رواية سهيل بن أبي حزم : حدثنا ثابت ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقال : " قد قالها الناس ، ثم كفروا ، فمن مات عليها فهو من أهل الاستقامة " . وخرجه الترمذي ، ولفظه : فقال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950753قد قالها الناس ، ثم كفر أكثرهم ، فمن مات عليها ، فهو ممن استقام " ، وقال : حسن غريب ، وسهيل تكلم فيه من قبل حفظه . [ ص: 508 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق في تفسير ثم استقاموا قال : لم يشركوا بالله شيئا . وعنه قال : لم يلتفتوا إلى إله غيره . وعنه قال : ثم استقاموا على أن الله ربهم .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بإسناد ضعيف قال : هذه أرخص آية في كتاب الله قالوا ربنا الله ثم استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله . وروي نحوه عن أنس ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=13704والأسود بن هلال ، nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم ، والسدي وعكرمة وغيرهم . وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أنه قرأ هذه الآية على المنبر إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ، فقال : لم يروغوا روغان الثعلب .
وروى علي بن أبي طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله تعالى : ثم استقاموا قال : استقاموا على أداء فرائضه .
وعن أبي العالية ، قال : ثم أخلصوا له الدين والعمل .
وعن قتادة قال : استقاموا على طاعة الله ، وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية [ ص: 509 ] قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة .
ولعل من قال : إن المراد الاستقامة على التوحيد إنما أراد التوحيد الكامل الذي يحرم صاحبه على النار ، وهو تحقيق معنى لا إله إلا الله ، فإن الإله هو المعبود الذي يطاع ، فلا يعصى خشية وإجلالا ومهابة ومحبة ورجاء وتوكلا ودعاء ، والمعاصي كلها قادحة في هذا التوحيد ، لأنها إجابة لداعي الهوى وهو الشيطان ، قال الله عز وجل : أفرأيت من اتخذ إلهه هواه [ الجاثية : 23 ] قال الحسن وغيره : هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه ، فهذا ينافي الاستقامة على التوحيد .
وأما على رواية من روى : " قل : آمنت بالله " فالمعنى أظهر ، لأن الإيمان يدخل فيه الأعمال الصالحة عند السلف ومن تابعهم من أهل الحديث ، وقال الله عز وجل : فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير [ هود : 112 ] ، فأمره أن يستقيم هو ومن تاب معه ، وأن لا يجاوزوا ما أمروا به ، وهو الطغيان ، وأخبر أنه بصير بأعمالكم ، مطلع عليها ، قال تعالى : فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم [ الشورى : 15 ] قال قتادة : أمر محمد صلى الله عليه وسلم أن يستقيم على أمر الله وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري على القرآن ، وعن الحسن ، قال : لما نزلت هذه الآية شمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رئي ضاحكا خرجه nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وذكر القشيري وغيره عن بعضهم : أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال له : يا رسول الله ، قلت : " شيبتني هود وأخواتها " فما شيبك [ ص: 510 ] منها ؟ قال : " قوله : فاستقم كما أمرت .
والاستقامة : هي سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القيم من غير تعريج عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها ، الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها كذلك ، فصارت هذه الوصية جامعة لخصال الدين كلها .
فأصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد ، كما فسر nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق وغيره قوله : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا [ الأحقاف : 13 ] بأنهم لم [ ص: 512 ] يلتفتوا إلى غيره ، فمتى استقام القلب على معرفة الله ، وعلى خشيته ، وإجلاله ، ومهابته ، ومحبته ، وإرادته ، ورجائه ، ودعائه ، والتوكل عليه ، والإعراض عما سواه ، استقامت الجوارح كلها على طاعته ، فإن القلب هو ملك الأعضاء ، وهي جنوده ، فإذا استقام الملك ، استقامت جنوده ورعاياه ، وكذلك فسر قوله تعالى : فأقم وجهك للدين حنيفا [ الروم : 30 ] بإخلاص القصد لله وإرادته وحده لا شريك له .