[
استعانة القاصر ببعض الحفاظ والآداب الأخرى ] :
ثم إن ما تقدم في العارف غير العاجز ، ( وإن يخرج للرواة ) الذين ليسوا من أهل المعرفة بالحديث وعلله واختلاف وجوهه وطرقه ، وغير ذلك من أنواع علومه ، أو من أهل المعرفة ولكنهم عجزوا عن التخريج والتفتيش ; إما لكبر سن وضعف بدن كما اتفق للناظم في إملاءه بآخره لذلك شيئا مما خرجه له شيخنا رحمه الله ، وإما لطرو عمى ونحوه ، ( متقن ) من حفاظ وقتهم ( مجالس الإملاء ) التي يريدون إملاءها من الأحاديث وما يلحق بها .
إما بسؤال منهم له أو ابتداء ، ( فهو حسن ) ، بل قال
الخطيب : إنه ينبغي للقاصر أن يستعين ببعض حفاظ وقته ، فقد كان جماعة من شيوخنا
كأبي الحسين بن بشران ،
nindex.php?page=showalam&ids=12104والقاضي أبي عمر الهاشمي ،
وأبي القاسم السراج وغيرهم
[ ص: 271 ] يستعينون بمن يخرج لهم .
( وليس بالإملاء حين يكمل غنى عن العرض ) والمقابلة ( لـ ) إصلاح ( زيغ ) ، أو طغيان قلم ( يحصل ) ; يعني : فإن المقابلة بعد الكتابة واجبة كما تقدم في بابها حكاية عن
الخطيب وغيره ; إذ لا فرق ، وحينئذ فيأتي القول بجواز
الرواية من الفرع غير المقابل للشروط المتقدمة ، بل كان شيخنا لكثرة من يكتب عنه الإملاء ممن لا يحسن هم أن يجعل بكل جانب واحدا من أصحابه الذين لهم بالفن إلمام في الجملة ; ليختبر كتابتهم ويراجعونه ، فما تيسر .
والتبكير بالمجلس أولى ، إلا أن يكون في الشتاء فالأولى أن يصبر ساعة حتى يرتفع النهار .
واستحب للطالب السبق بالمجيء ; لئلا يفوته شيء ، فتشق إعادته ، فالعادة جارية - كما قال
الخطيب - بكراهة تكرير ماضيه ، واستثقال
الإعادة لفائته ومنقضيه ، حتى قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون وغيرهما : من غاب خاب ، وأكل نصيبه الأصحاب ، ولم نعد له حديثا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : نقل الصخر أهون من إعادة الحديث . وقال نفطويه يخاطب ثقيلا من أبيات :
خل عنا فإنما أنت فينا واو عمرو وكالحديث المعاد
ودخل بعضهم على الشيخ وقت الانصراف ، فأنشأ الشيخ يقول :
ولا يردون الماء إلا عشية إذا صدر الوراد عن كل منهل
ولذا كان خلق يبيتون ليلة الإملاء على
nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني بمحل جلوسه ; حرصا على السماع ، وتخوفا من الفوات .