[
تعريف العزيز ] : ( فإن عليه ) ; أي : المروي من طريق إمام يجمع حديثه ، ( يتبع ) راويه ، ( من واحد ) فقط ، ( و ) كذا من ( اثنين فـ ) ـهو كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح تبعا
لابن منده : النوع الذي يقال له :
( العزيز ) . وسمي بذلك إما لقلة وجوده ; لأنه يقال : عز الشيء يعز ، بكسر العين في المضارع ، عزا وعزازة ; إذا قل بحيث لا يكاد يوجد ، وإما لكونه قوي واشتد بمجيئه من طريق آخر ، من قولهم : عز يعز ، بفتح العين في المضارع ، عزا وعزازة أيضا ; إذا اشتد وقوي . ومنه قوله تعالى : (
فعززنا بثالث ) [ يس : 145 ] ; أي : قوينا وشددنا . وجمع العزيز عزاز ، مثل : كريم وكرام ; كما قال الشاعر :
بيض الوجوه ألبة ومعاقل في كل نائبة عزاز الأنفس
[ ص: 8 ] ثم هو ظاهر في الاكتفاء بوجود ذلك في طبقة واحدة ، بحيث لا يمتنع أن يكون في غيرها من طباقه غريبا ، بأن ينفرد به راو آخر عن شيخه ، بل ولا يكون مشهورا لاجتماع ثلاثة فأكثر على روايته في بعض طباقه أيضا . ومشى على ذلك شيخنا ; حيث وصف حديث
شعبة عن
واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه ، عن
عبد الله بن عمر مرفوعا : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930051أمرت أن أقاتل الناس ) ، بأنه غريب ; لتفرد
شعبة به عن
واقد ، ثم لتفرد
أبي غسان المسمعي به عن
عبد الملك بن الصباح راويه ، عن
شعبة . وعزيز ; لتفرد
حرمي بن عمارة وعبد الملك بن الصباح به عن
شعبة ، ثم لتفرد
nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد المسندي nindex.php?page=showalam&ids=12404وإبراهيم بن محمد بن عرعرة به عن
حرمي .
وسبقه لنحوه
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح ; حيث مثل للمشهور بحديث : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=929713الأعمال بالنيات ) ، مع كون أول سنده فردا ، والشهرة إنما طرأت له من عند
nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد . بل قال في الغريب عن هذا الحديث : إنه غريب مشهور ، وذلك بوجهين واعتبارين .
وقال
أبو نعيم في حديث
سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية ، عن
علي رفعه : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930052مفتاح الصلاة التكبير ) : إنه مشهور ، لا نعرفه إلا من حديث
ابن عقيل . فقال شيخنا : إن مراده أنه مشهور من حديث
ابن عقيل . فهذه الشهرة النسبية نظير الغرابة النسبية في قوله فيما ينفرد به الراوي عن شيخه : غريب . وإنما المراد أنه فرد عن ذلك الشيخ من رواية هذا بخصوصه عنه ، مع أن الشيخ قد يكون توبع عليه عن شيخه .
وعلى هذا فيخرج الحكم على حديث الأعمال بأنه فرد في أوله ، مشهور في آخره ، يريد أنه اشتهر عمن انفرد به ، فهي شهرة نسبية لا مطلقة . وعلى هذا مشى بعض المتأخرين ممن أخذت عنه ، فعرف العزيز اصطلاحا : بأنه الذي يكون في طبقة من طباقه راويان فقط . ولكن لم يمش شيخنا في
[ ص: 9 ] توضيح النخبة على هذا ; فإنه وإن خصه بوروده من طريق راويين فقط ، عنى به كونه كذلك في جميع طباقه ، وقال مع ذلك : إن مراده أن لا يرد بأقل منهما ، فإن ورد بأكثر في بعض المواضع من السند الواحد لا يضر ; إذ الأقل في هذا يقضي على الأكثر .
وإذا تقرر هذا فما كانت العزة فيه بالنسبة لراو واحد انفرد راويان عنه يقيد فيقال : عزيز من حديث فلان . وأما عند الإطلاق فينصرف لما أكثر طباقه كذلك ; لأن وجود سند على وتيرة واحدة برواية اثنين قد ادعى فيه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عدم وجوده ، وكاد شيخنا أن يوافقه ; حيث قال : إنه يمكن أن يسلم بخلافه في الصورة التي قررناها ، وهي أن لا يرويه أقل من اثنين عن أقل من اثنين ، يعني كما حرره هو فإنه موجود . مثاله ما رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث
أنس ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري فقط من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930053لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ) الحديث .
ورواه عن
أنس كما في الصحيحين أيضا
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16377وعبد العزيز بن صهيب . ورواه عن
قتادة شعبة كما في الصحيحين
وسعيد على ما يحرر ; فإني قلدت شيخنا فيه مع وقوفي عليه بعد الفحص . ورواه عن
عبد العزيز nindex.php?page=showalam&ids=13382إسماعيل ابن علية كما في الصحيحين ،
nindex.php?page=showalam&ids=16501وعبد الوارث بن سعيد كما في
مسلم ، ورواه عن كل جماعة .