[ ص: 12 ] [
أنواع الغريب ] : ( ثم ) إنه ( قد يغرب مطلقا ) ; يعني في المتن والإسناد معا ; كالحديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد ; كما قدمناه أولا . ( أو ) يغرب مقيدا ; حيث يغرب ( إسنادا ) بالنقل . ( فقد ) ; أي : حسب . كأن يكون معروفا برواية جماعة من الصحابة ، فينفرد به راو من حديث صحابي آخر ، فهو من جهته غريب ، مع أن متنه غير غريب .
ومن أمثلته حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11936أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه رفعه : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930055الكافر يأكل في سبعة أمعاء ) ; فإنه غريب من حديث
أبي موسى ، مع كونه معروفا من حديث غيره .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : ومن ذلك غرائب الشيوخ في أسانيد المتون الصحيحة ، يعني كأن ينفرد به من حديث
شعبة بخصوصه
nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر .
قال : وهو الذي يقول فيه
الترمذي : غريب من هذا الوجه . قال : ولا أرى - يعني القسم الثاني - ينعكس ، فلا يوجد إذا ، يعني فيما يصح ما هو غريب متنا لا سندا ، إلا إذا اشتهر الحديث الفرد عمن تفرد به ، فرواه عنه عدد كثيرون ; فإنه يصير غريبا مشهورا ، وغريبا متنا ، وغير غريب إسنادا ، لكن بالنظر إلى أحد طرفي الإسناد فإن إسناده متصف بالغرابة في طرفه الأول ، ومتصف بالشهرة في طرفه الآخر ; كحديث : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930032إنما الأعمال بالنيات ) ، وكسائر الغرائب التي اشتملت عليها التصانيف المشهورة .
وممن ذكر هذه الأقسام الثلاثة
ابن سيد الناس فيما شرحه من
الترمذي تبعا
[ ص: 13 ] لابن طاهر ، فيما أفاده شيخنا ، ولم يقيد ثالثها بآخر السند ;
nindex.php?page=showalam&ids=12795كابن الصلاح ، بل أطلقه ، ولكنه لم يذكر له مثالا ; لأنه لا يوجد ، وإنما القسمة اقتضت له ذكره . وذكر رابعا ، وهو غريب في بعض السند ; كالطريق التي قدمتها لحديث
أم زرع بإسقاط الواسطة بين
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة وأبيه ، وقال : فهذه غرابة تخص موضعا من السند ، والحديث صحيح .
وخامسا وهو غريب في بعض المتن ; كرفع جميع الحديث المذكور .