فصل في الاستثناء ( وإذا قال رجل لامرأته : أنت طالق إن شاء الله تعالى متصلا لم يقع الطلاق ) لقوله عليه الصلاة والسلام " { nindex.php?page=hadith&LINKID=66253من حلف بطلاق أو عتاق وقال : إن شاء الله تعالى متصلا به فلا حنث عليه }ولأنه أتى بصورة الشرط فيكون تعليقا من هذا الوجه وإنه إعدام قبل الشرط والشرط لا يعلم هاهنا فيكون إعداما من الأصل . ولهذا يشترط أن يكون متصلا به بمنزلة سائر الشروط ( ولو سكت يثبت حكم الكلام الأول ) فيكون الاستثناء أو ذكر الشرط بعده رجوعا عن الأول . قال : ( وكذا إذا ماتت قبل قوله إن شاء الله تعالى ) ; لأن بالاستثناء خرج الكلام من أن يكون إيجابا والموت ينافي الموجب دون المبطل ، بخلاف ما إذا [ ص: 471 ] مات الزوج ; لأنه لم يتصل به الاستثناء
بلفظ الترمذي ، وقال : حديث حسن ، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر موقوفا ، وروي عن سالم عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر [ ص: 472 ] موقوفا ، ولا نعلم أحدا رفعه غير nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13382إسماعيل بن إبراهيم : كان أيوب أحيانا يرفعه ، وأحيانا لا يرفعه انتهى . ولفظ أبي داود فيه : فقد استثنى .
قال الترمذي : سألت محمدا عن هذا الحديث فقال لي : هذا حديث خطأ ، أخطأ فيه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، اختصره من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=16446ابن طاوس عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إن سليمان قال : لأطوفن الليلة ، الحديث ; وفيه : لو قال : إن شاء الله ، لكان كما قال انتهى .
ولفظ أبي داود : فقد استثنى [ ص: 474 ] ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار في " مسنده " ، وقال : أخطأ فيه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، واختصره من حديث سليمان بن داود : لأطوفن الليلة ، إلى آخره ; وهذا مخالف لكلام nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
{ حديث آخر } : أخرجه ابن عدي في " الكامل " عن إسحاق بن أبي نجيح الكعبي [ ص: 475 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=16374عبد العزيز بن أبي رواد عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من قال لامرأته : أنت طالق إن شاء الله ، أو لغلامه أنت حر ، أو قال : علي المشي إلى بيت الله إن شاء الله ، فلا شيء عليه }انتهى .
وهو معلول بإسحاق الكعبي ، نقل شيخنا شمس الدين الذهبي تضعيفه عن nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، ولم يذكر أحدا وثقه ، قال : وذكر ابن عدي له عشرة أحاديث : منها هذا انتهى .
قلت : لم يذكر له ابن عدي غير حديثين : أحدهما : هذا ، والآخر عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { يميز الله أولياءه وأصفياءه ، حتى تطهر الأرض من المنافقين } ، ثم قال : وهذان الحديثان بسنديهما منكران ، لا يرويهما إلا إسحاق هذا ، ولم أر له من الحديث إلا مقدار عشرة ، أو أقل ، ومقدار ما رأيته مناكير انتهى .
وذكره عبد الحق في " أحكامه " من جهة nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وقال : في إسناده [ ص: 476 ] حميد بن مالك ، وهو ضعيف ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : هو حديث ضعيف ، ومكحول عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ منقطع ; وقال ابن الجوزي في " التحقيق " : مكحول لم يلق nindex.php?page=showalam&ids=32معاذا ; nindex.php?page=showalam&ids=11948وابن عياش ، وحميد ، ومكحول كلهم ضعفاء ، انتهى .
وقال في " التنقيح " : الحمل فيه على حميد ، تكلم فيه أبو زرعة ، وأبو حاتم ، وابن عدي والأزدي ، انتهى .