نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( ويطعم كل مسكين نصف صاع ) ( من بر أو صاعا من تمر أو شعير أو قيمة ذلك ) لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث أوس بن الصامت وسهل بن صخر : { لكل مسكين نصف صاع من بر }ولأن المعتبر دفع حاجة اليوم ، لكل مسكين فيعتبر بصدقة الفطر ، وقوله " أو قيمة " ذلك مذهبنا ، وقد ذكرناه في الزكاة .


[ ص: 508 ] الحديث الثالث : قال عليه السلام في حديث أوس بن الصامت ، وسهل بن صخر : { لكل مسكين نصف صاع }; قلت : هكذا وقع في " الهداية " ، وصوابه : وسلمة بن صخر ، والحديث غريب ، وعند الطبراني في " معجمه " في حديث أوس بن الصامت ، قال : { فأطعم ستين مسكينا ثلاثين صاعا ، قال : لا أملك ذلك ، إلا أن تعينني ، فأعانه النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا ، وأعانه الناس حتى بلغ }انتهى .

وروى أبو داود من طريق ابن إسحاق عن معمر بن عبد الله بن حنظلة عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن { خويلة بنت مالك بن ثعلبة ، قالت : ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكوه إليه ، وهو يجادلني فيه ، ويقول : اتقي الله ، فإنما هو ابن عمك ، فما برحت حتى أنزل القرآن { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها }الآية ، فقال عليه السلام : [ ص: 509 ] يعتق رقبة ، قالت : لا يجد ، قال : فيصوم شهرين متتابعين ، قالت : إنه شيخ كبير لا يستطيع أن يصوم ، قال : يطعم ستين مسكينا ، قالت : ليس عنده شيء يتصدق به ، قال : فإني أعينه بعرق من تمر ، قالت : يا رسول الله وأنا أعينه بعرق آخر ، قال : أحسنت ، اذهبي فأطعمي بها عنه ستين مسكينا ، وارجعي إلى ابن عمك } ، قال : والعرق : ستون صاعا انتهى . ثم أخرج عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : العرق زنبيل ; يأخذ خمسة عشر صاعا انتهى . وهذه الرواية الثالثة شاهدة لنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية