قال : ( وأرسلوا عليهم الماء وقطعوا أشجارهم وأفسدوا زروعهم ) لأن في جميع ذلك إلحاق الكبت والغيظ بهم وكسر شوكتهم وتفريق جمعهم فيكون مشروعا .
( ولا بأس برميهم وإن كان فيهم مسلم أسير أو تاجر ) لأن في الرمي دفع الضرر العام بالذب عن بيضة الإسلام ، وقتل الأسير والتاجر ضرر خاص [ ص: 231 ] ولأنه قلما يخلو حصن عن مسلم ، فلو امتنع باعتباره لانسد بابه ( وإن تترسوا بصبيان المسلمين أو بالأسارى لم يكفوا عن رميهم ) لما بينا ( ويقصدون بالرمي الكفار ) لأنه إن تعذر التمييز فعلا فلقد أمكن قصدا والطاعة بحسب الطاقة وما أصابوه منهم لا دية عليهم ، ولا كفارة ; لأن الجهاد فرض والغرامات لا تقرن بالفروض ، بخلاف حالة المخمصة لأنه لا يمتنع مخافة الضمان لما فيه من إحياء نفسه .
أما الجهاد : فمبني على إتلاف النفس فيمتنع حذار الضمان .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري في " حواشيه " : غارون بتشديد الراء هكذا قيده غير واحد وقال الفارسي : أظنه غادون بالدال المهملة المخففة فإن صحت رواية الراء فوجهه أنهم ذو غرة ، أي أتاهم الجيش على غرة منهم ، فإن الغار هو الذي يغر غيره ، ولا وجه له هنا ، وهذا الذي قاله فيه تكلف ، فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري ، وغيره : الغافل انتهى . وأبنى بضم الهمزة ، وسكون الباء الموحدة ، بعدها نون ، وألف مقصورة موضع من فلسطين بين عسقلان والرملة ، ويقال : يبنى بياء مضمومة آخر الحروف
انتهى .
وزعم الحازمي في " الناسخ والمنسوخ " أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر المتقدم ناسخ للأحاديث التي فيها الدعوة ، وهو صريح في ذلك ، فإنه قال فيه : إنما كان ذلك في أول الإسلام ، ثم ساق من طريق أبي عوانة ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17405يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16607علي بن بكار عن ابن عون عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر { nindex.php?page=hadith&LINKID=66652أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغار على خيبر يوم الخميس ، وهم غارون ، فقتل المقاتلة ، وسبى الذرية }انتهى .
قال : وقد جمع بعض العلماء بين الأحاديث ، فقال : الأحاديث الأول محمولة على الأمر بدعاء من لم تبلغهم الدعوة ، وأما بنو المصطلق ، وأهل خيبر ، فإن الدعوة كانت بلغتهم ، انتهى .
الحديث السابع : قال عليه السلام في حديث سليمان بن بريدة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة : قلت nindex.php?page=showalam&ids=17277لوكيع : من هذا الرجل ؟ قال : صاحبكم nindex.php?page=showalam&ids=16684عمر بن هارون انتهى .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي في " كتاب المغازي " : { وقال سلمان الفارسي يومئذ : يا رسول الله أرى أن تنصب عليهم المجانيق ، فإنا كنا بأرض فارس ننصب المجانيق على الحصون فنصيب من عدونا ، وإن لم يكن منجنيق طال المقام ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمل منجنيقا بيده ، فنصبه على حصن الطائف ، ويقال : قدم بالمنجنيق يزيد بن ربيعة ، وقيل : غيره }.
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " المغازي " عن آدم ، وفي " التفسير " عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في " المغازي " عن يحيى بن يحيى ، nindex.php?page=showalam&ids=16818وقتيبة ، ومحمد بن رمح أربعتهم عنه به ، وأبو داود في [ ص: 231 ] الجهاد " ، والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي في " السير " ، وفي " التفسير " عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة به ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في " الجهاد " عن محمد بن رمح به ، والله أعلم .