قال : ( وعبدة الأوثان من العجم ) وفيه خلاف nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله . هو يقول : إن القتال واجب لقوله تعالى: { وقاتلوهم }إلا أنا عرفنا جواز تركه في حق أهل الكتاب بالكتاب ، وفي حق المجوس بالخبر فبقي من وراءهم على الأصل . ولنا : أنه يجوز استرقاقهم فيجوز ضرب الجزية عليهم إذ كل واحد منهما يشتمل على سلب النفس منهم ، فإنه يكتسب ويؤدي إلى المسلمين ونفقته في [ ص: 331 ] كسبه ( وإن ظهر عليهم قبل ذلك فهم ونساؤهم وصبيانهم فيء ) لجواز استرقاقهم ( ولا توضع على عبدة الأوثان من العرب ولا المرتدين ) لأن كفرهما قد تغلظ ، أما مشركو العرب فلأن النبي عليه الصلاة والسلام نشأ بين أظهرهم والقرآن نزل بلغتهم فالمعجزة في حقهم أظهر ، وأما المرتد فلأنه كفر بربه بعدما هدي للإسلام ووقف على محاسنه فلا يقبل من الفريقين إلا الإسلام أو السيف زيادة في العقوبة ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله يسترق مشركو العرب ، وجوابه ما قلنا .
[ ص: 332 - 333 ] ( وإذا ظهر عليهم فنساؤهم وصبيانهم فيء ) لأن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق رضي الله عنه استرق نسوان بني حنيفة وصبيانهم لما ارتدوا وقسمهم بين الغانمين ( ومن لم يسلم من رجالهم قتل ) لما ذكرنا . .
( وعبدة الأوثان من العجم الجزية ) قوله : روي أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر رضي الله عنه استرق نسوان بني حنيفة وصبيانهم ، لما ارتدوا ، وقسمهم بين الغانمين ; قلت : روى nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي في " كتاب الردة " له : حدثني عبد العزيز بن أنس الطفري عن عاصم بن عمر بن قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=17053محمود بن لبيد ، فذكر وقعة اليمامة ، وهي قصة مسيلمة الكذاب ، وأصحابه بني حنيفة بطولها ، وفيها : أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر رضي الله عنه أرسل إليهم nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد في جماعة من المسلمين ، فقتلهم ، وقتل مسيلمة ، وانهزم الباقون ، فتحصنوا في الحصون ، وقتل من المسلمين جماعة ، منهم أبو دجانة الأنصاري ، وجرح منهم خلق كثير ، وكانت مقتلة عظيمة ، إلى أن قال : وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=12265محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=17053محمود بن لبيد ، قال : ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد صالحهم على أن يأخذ منهم الصفراء ، والبيضاء ، والكراع ، والسلاح ، ونصف السبي ، ثم دخل حصونهم صلحا ، فأخرج السلاح ، والكراع ، والأموال ، والسبي ، فجمع السلاح على حدة ، والكراع على حدة ، والدراهم والدنانير على حدة ، ثم قسم السبي قسمين ، وأقرع على القسمين ، فخرج سهمه على أحدهما ، وفيه مكتوب : لله ، ثم جزأ الذي صار له من السبي على خمسة أجزاء ، وكتب على كل سهم منها : لله ، وجزأ الكراع هكذا ، ووزن الفضة والذهب ، فعزل الخمس من ذلك كله ، فقسم على الناس أربعة أخماس ، وأسهم للفرس سهمين ، ولصاحبه سهما ، وعزل الخمس حتى قدم به على nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، قال : وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=12503ابن أبي سبرة عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه ، قال : استعمل nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد على الخمس أبا نائلة ، ففرق منه nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر في مواضع الخمس ما فرق ، قال : وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=11863أبو الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر الصديق ، قالت : قد رأيت [ ص: 334 ] أم محمد بن علي بن أبي طالب وكانت من سبي بني حنيفة فلذلك سمته الحنفية ، وسمي ابنها المذكور nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية ، قال : وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=16470عبد الله بن نافع عن أبيه ، قال : كانت أم زيد بن عبد الله بن عمر من ذلك السبي انتهى .
أثر آخر يشهد لمذهبنا : روى nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي في " كتاب الردة " أيضا حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده ، فذكر { قصة إسلام أهل دبا ، وأزد عمان ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 336 ] بعث عليهم nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان مصدقا ، وكتب معه فرائض الصدقات ، قال : فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم منعوا الصدقة ، وارتدوا ، فدعاهم nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة إلى التوبة ، فأبوا ، وأسمعوه شتم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة : أسمعوني في أبي وأمي ، ولا تسمعوني في النبي صلى الله عليه وسلم فأبوا إلا ذلك ، فكتب nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة إلى nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر يخبره بذلك ، فاغتاظ غيظا شديدا ، وأرسل إليهم nindex.php?page=showalam&ids=28عكرمة بن أبي جهل في نحو ألفين من المسلمين ، فقاتلوهم حتى هزمهم ودخلوا مدينة دبا فتحصنوا فيها ، وحاصرهم المسلمون نحو شهر ، فلما جهدهم الحصار ، طلبوا الصلح ، فشرط عليهم nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة أن يخرجوا من المدينة عزلا ، من غير سلاح ، ففعلوا ، ودخل المسلمون حصنهم ، فقتل عكرمة من أشرافهم مائة رجل ، وسبى ذراريهم ، وأقام عكرمة بدبا عاملا عليها لأبي بكر ، وقدم nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة على أبي بكر بالسبي ، وكانوا سبعمائة نفر ، منهم ثلاثمائة مقاتل ، وأربعمائة من الذرية والنساء ، فيهم أبو المهلب أبو صفرة غلام لم يبلغ الحلم ، فسجنهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر في دار رملة بنت الحارث ، واستشار فيهم ، فكان رأي المهاجرين قتلهم ، أو تفديتهم بإغلاء الفداء ، وكان رأي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أن لا قتل عليهم ، ولا فداء ، فلم يزالوا محبوسين حتى توفي أبو بكر ، فلما ولي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر نظر في ذلك ، فقال : لا سبي في الإسلام ، وأرسلهم بغير فداء ، وقال : هم أحرار حيث أدركتموهم ، مختصر ، وقد قال : إن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لم يتحقق ردتهم ، يدل على ذلك في القصة أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر لما استشار فيهم ، قال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : يا خليفة رسول الله إنهم قوم مؤمنون ، وإنما شحوا بأموالهم ، قال : والقوم يقولون : والله ما رجعنا عن الإسلام ، وإنما شححنا بالمال ، فأبى nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر أن يدعهم بهذا القول ، ولم يزالوا } ، الحديث . .