طريق آخر : رواه أبو نعيم في " دلائل النبوة " في الباب التاسع عشر ، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا القاسم بن فورك ثنا عبد الله ابن أخي زياد ثنا سيار بن حاتم ثنا موسى بن سعيد الراسبي أبو معاذ عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن { عن سلمان الفارسي ، قال : ولدت برامهرمز ، ونشأت بها ، وكان أبي من أهل أصبهان ، وكان لأمي غناء ، وعيش ، قال : فأسلمتني أمي إلى الكتاب ، فكنت أنطلق إليه في كل يوم مع غلمان فارس ، وكان في طريقنا جبل فيه كهف ، فمررت يوما وحدي ، فإذا أنا فيه برجل طوال [ ص: 185 ] عليه ثياب شعر ، فأشار إلي فدنوت منه ، فقال لي : أتعرف المسيح عيسى ابن مريم ؟ قلت له : لا ، ولا سمعت به ، قال : هو روح الله ، من آمن به أخرجه الله من غم الدنيا إلى نعيم الآخرة ، وقرأ علي شيئا من الإنجيل ، قال : فعلقه قلبي ودخلت حلاوة الإنجيل في صدري ، وفارقت أصحابي ، وجعلت كلما ذهبت ورجعت قصدت نحوه ، إلى أن قال : فخرجت إلى القدس ، فلما دخلت بيت المقدس إذا أنا برجل في زاوية من زواياه ، عليه المسوح ، قال : فجلست إليه ، وقلت له : أتعرف فلانا الذي كان بمدينة فارس ؟ فقال لي : نعم أعرفه ، وأنا أنتظر نبي الرحمة الذي وصفه لي ، قلت : كيف وصفه لك ؟ قال : وصفه لي ، فقال : إنه نبي الرحمة ، يقال له : محمد بن عبد الله ، يخرج من جبال تهامة ، يركب الحمار والبغلة ، الرحمة في قلبه وجوارحه ، يكون الحر والعبد عنده سواء ، ليس للدنيا عنده مكان ، بين كتفيه خاتم النبوة ، كبيضة الحمامة ، مكتوب في باطنه الله وحده لا شريك له ، وفي ظاهره توجه حيث شئت ، فإنك منصور ، يأكل الهدية ، ولا يأكل الصدقة ، ليس بحقود ولا حسود ، لا يظلم مؤمنا ولا كافرا ، فمن صدقه ونصره كان يوم القيامة معه في الأمر الذي يعطاه ، قال سلمان : فقمت من عنده ، وقلت : لعلي أقدر على هذا الرجل ، فخرجت من بيت المقدس غير بعيد ، فمر بي أعراب من كلب ، فاحتملوني إلى يثرب ، وسموني ميسرة ، قال : فباعوني لامرأة يقال لها : حليسة بنت فلان حليف لبني النجار بثلاثمائة درهم ، وقالت لي : سف هذا الخوص ، واسع على بناتي ، قال : فمكثت على ذلك ستة عشر شهرا ، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فسمعت به ، وأنا في أقصى المدينة ألتقط الخلال فجئت إليه أسعى حتى دخلت عليه في بيت nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب الأنصاري ، فوضعت بين يديه شيئا من الخلال ، فقال لي : ما هذا ؟ قلت : صدقة ، قال : إنا لا نأكل الصدقة ، فرفعته من بين يديه ، ثم تناولت من إزاري شيئا آخر ، فوضعته بين يديه ، فقال : ما هذا ؟ قلت : هدية ، فأكل منه ، وأطعم من حوله ، ثم نظر إلي فقال لي : أحر أنت أم مملوك ؟ قلت : مملوك ، قال : فلم وصلتني بهذه الهدية ؟ قلت : كان لي صاحب من أمره كيت وكيت ، وذكرت له قصتي كلها ، فقال لي : إن صاحبك كان من الذين قال الله في حقهم : { الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ، وإذا يتلى عليهم قالوا : آمنا به }الآية ، ثم قال لي عليه السلام : هل رأيت في ما قال لك ؟ قلت : [ ص: 186 ] نعم ، إلا شيئا بين كتفيك ، قال : فألقى عليه السلام رداءه عن كتفه ، فرأيت الخاتم مثل ما قال ، فقبلته ، ثم قلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، ثم قال عليه السلام لعلي بن أبي طالب : يا nindex.php?page=showalam&ids=8علي اذهب مع سلمان إلى حليسة ، فقل لها : إن رسول الله يقول لك : إما أن تبيعينا هذا ، وإما تعتقيه ، فقد حرمت عليك خدمته ، فقلت : يا رسول الله إنها لم تسلم ، قال : يا سلمان ألم تدر ما حدث بعدك عليها ، دخل عليها ابن عم لها ، فعرض عليها الإسلام فأسلمت ، قال سلمان : فانطلقت إليها أنا ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي بن أبي طالب فوافيناها ، تذكر محمدا صلى الله عليه وسلم وأخبرها nindex.php?page=showalam&ids=8علي بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له : اذهب إليه ، فقل له : يا رسول الله إن شئت فأعتقه ، وإن شئت فهو لك ، قال : فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرت أغدو إليه وأروح ، وتعولني حليسة } ، مختصر ; ثم رواه من طريق أخرى مرسلة ، فقال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب { nindex.php?page=hadith&LINKID=67904أن سلمان كان قد خالط أناسا من أصحاب دانيال بأرض فارس ، قبل الإسلام ، فسمع بذكر رسول الله ، وصفته منهم ، فإذا في حديثهم : يأكل الهدية ، ولا يأكل الصدقة ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، فأراد أن يلحق به ، فسجنه أبوه ما شاء الله ، ثم هلك أبوه ، ثم خرج إلى الشام ، فكان هناك في كنيسة ، ثم خرج يلتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذه أهل تيماء فاسترقوه ، ثم قدموا به المدينة ، فباعوه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة ، لم يهاجر ، فلما هاجر إلى المدينة أتاه سلمان بشيء ، فقال له : ما هذا يا سلمان ؟ قال . صدقة ، فلم يأكل عليه السلام منه ، ثم جاءه من الغد بشيء آخر ، فقال له : ما هذا يا سلمان ؟ قال : هدية ، فأكل عليه السلام منه ، ونظر سلمان إلى خاتم النبوة بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأكب عليه ، وقبله ، ثم أسلم ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه عبد مملوك ، فقال له : كاتبهم يا سلمان ، فكاتبهم سلمان على مائتي ودية ، فرماه الأنصار من ودية ووديتين ، حتى أوفاهم }انتهى . وهذا مرسل .
قال الترمذي : لا نعرفه إلا من حديث مسلم بن كيسان الأعور ، وهو يضعف ، انتهى . [ ص: 192 ] وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك في الأطعمة " ، وقال : حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه انتهى .