سمي بها ، وهي جمع شراب لما فيه من بيان حكمها . قال : ( والأشربة المحرمة أربعة : الخمر وهي عصير العنب إذا غلى واشتد وقذف بالزبد ، والعصير إذا طبخ حتى يذهب أقل ثلثيه ) وهو الطلاء المذكور في الجامع الصغير ( ونقيع التمر وهو السكر ، ونقع الزبيب إذا اشتد وغلى ) أما الخمر فالكلام فيها في عشرة مواضع .
وقال بعض الناس : هو اسم لكل مسكر لقوله عليه الصلاة والسلام : { nindex.php?page=hadith&LINKID=28821كل مسكر خمر }" ` [ ص: 220 ] وقوله عليه الصلاة والسلام : { nindex.php?page=hadith&LINKID=68077الخمر من هاتين الشجرتين وأشار إلى الكرمة والنخلة } ، ولأنه مشتق من مخامرة العقل وهو موجود في كل مسكر ، ولنا : أنه اسم خاص بإطباق أهل اللغة فيما ذكرناه ، ولهذا اشتهر استعمال فيه ، وفي غيره ، ولأن حرمة الخمر قطعية وهي في غيرها ظنية ، وإنما سمي خمرا لتخمره ، لا لمخامرته العقل على أن ما ذكرتم لا ينافي كون الاسم خاصا فيه فإن النجم مشتق من النجوم وهو الظهور ، ثم هو اسم خاص للنجم المعروف ، لا لكل ما ظهر ، وهذا كثير النظير ; والحديث الأول طعن فيه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين رحمه الله
وعند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في " مسنده " : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=67983وكل خمر حرام }" . وكذلك nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " صحيحه " في أول القسم الثاني ، وكذلك nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني به ، ومن طريقه رواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " ، وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا ، لكنه على الظن ، ولفظه عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : ولا أعلمه إلا { nindex.php?page=hadith&LINKID=67981عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام }" انتهى
الحديث الثاني : { nindex.php?page=hadith&LINKID=67984قال عليه السلام : الخمر من هاتين الشجرتين : النخلة ، والعنبة }" ; قلت . أخرجه الجماعة إلا nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن يزيد بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخمر من هاتين الشجرتين : النخلة ، والعنبة }" انتهى وفي [ ص: 221 ] لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم : الكرمة والنخلة ، ووهم شيخنا علاء الدين ، فعزاه nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري أيضا ، وقلد غيره في ذلك ، فالمقلد ذهل ، والمقلد جهل ، والمصنف استدل بهذا الحديث ، والذي قبله للقائل بأن الخمر اسم لكل مسكر ، وفيه أحاديث أخرى ، ستأتي قريبا في " أحاديث تحريم الخمر " إن شاء الله تعالى .
ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : { nindex.php?page=hadith&LINKID=67987كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر ، وما شرابهم إلا الفضيخ : البسر ، والتمر } ، أخرجاه في " الصحيحين " ; ومنها قول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : الخمر ما خامر العقل ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الصحيح " قال المصنف : وما ذكروه من أن الخمر اسم لكل ما خامر العقل ، فلا ينافي كون الاسم خاصا فيه ، فإن النجم مشتق من الظهور ، وهو خاص بالنجم المعروف ، انتهى كلامه .
ومعنى هذا الكلام أنه من باب الغلبة ، فهو وإن كان اسما لكل ما خامر العقل ، فقد غلب على التي من ماء العنب ، ويؤيد ما قاله المصنف ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " صحيحه " عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : لقد حرمت الخمر ، وما بالمدينة منها شيء ، انتهى .
قال ابن الجوزي في " التحقيق " وقول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : حرمت الخمر ، وما بالمدينة منها شيء يعني به ماء العنب فإنه مشهور باسم الخمر ، ولا يمنع هذا أن يسمى غيره خمرا انتهى
وهذه مصادمة ، ويؤيده أيضا ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " عن جعفر بن محمد عن بعض أهل بيته ، أنه سأل عائشة عن النبيذ ، فقالت : إن الله لم يحرم الخمر لاسمها ، وإنما حرمها لعاقبتها ، فكل شراب يكون عاقبته كعاقبة الخمر ، فهو حرام ، كتحريم الخمر ، انتهى .
وفيه مجهول ; وأما ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في " تفسير سورة المائدة " ، قال : نزل تحريم الخمر ، وإن بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة ، ما فيها شراب العنب ، فهو إخبار منه بعلمه ، يدل عليه ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : حرمت الخمر علينا حين حرمت ، [ ص: 222 ] وما نجد خمر الأعناب إلا قليلا ، وعامة خمرنا البسر والتمر انتهى .