[ ص: 235 ] ( ومنها الخطبة ) لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما صلاها بدون الخطبة في عمره ( وهي قبل الصلاة بعد الزوال ) به وردت السنة ( ويخطب خطبتين يفصل بينهما بقعدة ) به جرى التوارث . [ ص: 236 ] ( ويخطب قائما على طهارة ) لأن القيام فيهما متوارث ، ثم هي شرط الصلاة فيستحب فيها الطهارة كالأذان ( ولو خطب قاعدا أو على غير طهارة جاز ) لحصول المقصود ، إلا أنه يكره لمخالفته التوارث ، وللفصل بينهما وبين الصلاة ( فإن اقتصر على ذكر الله جاز عند nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رحمه الله ، وقالا : لا بد من ذكر طويل يسمى خطبة ) لأن الخطبة هي الواجبة ، والتسبيحة أو التحميدة لا تسمى خطبة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله : لا تجوز حتى يخطب خطبتين ، اعتبارا للمتعارف ; وله قوله تعالى: { فاسعوا إلى ذكر الله }من غير فصل ، [ ص: 237 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه أنه قال : الحمد لله ، فارتج عليه ، فنزل وصلى .
{ حديث آخر } مرسل : أخرجه أبو داود في " مراسيله " من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد عن ابن شهاب ، قال : بلغنا { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدأ ، فيجلس على المنبر ، فإذا سكت المؤذن ، قام ، فخطب الخطبة الأولى ، ثم جلس شيئا يسيرا ، ثم قام ، فخطب الخطبة الثانية ، حتى إذا قضاها استغفر الله ، ثم نزل ، فصلى }.
قال ابن شهاب : { وكان إذا قام أخذ عصا ، فتوكأ عليها ، وهو قائم على المنبر } ، ثم كان nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان يفعلون ذلك . انتهى .
وفي هذا المرسل ، وفي الحديث قبله جلوسه عليه السلام على المنبر قبل الخطبة ، وليس ذلك في غيرهما ، وكل منهما يقوي الآخر . قوله : ويخطب قائما على الطهارة ، لأن القيام فيها متوارث ، قلت : تقدم في [ ص: 237 ] الأحاديث المذكورة ما فيه كفاية . قوله : عن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه أنه قال : الحمد لله ، فارتج عليه ، فنزل ، وصلى ، قلت : غريب ، واشتهر في الكتب أنه قال على المنبر : الحمد لله ، فارتج عليه ، فقال : إن أبا بكر . nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر كانا يعدان لهذا المكان مقالا ، فإنكم إلى إمام فعال ، أحوج منكم إلى إمام قوال ، وستأتي الخطبة بعد هذا ، والسلام ، وذكره الإمام القاسم بن ثابت السرقسطي في " كتاب غريب الحديث " من غير سند ، فقال : روي عن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان أنه صعد المنبر ، فارتج عليه ، فقال : الحمد لله ، إن أول كل مركب صعب ، وإن أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالا ، وأنتم إلى إمام عادل أحوج منكم إلى إمام قائل ، وإن أعش تأتكم الخطبة على وجهها ، ويعلم الله ، إن شاء الله ، قال : يقال ارتج على فلان ، إذا أراد قولا ، فلم يصل إلى إتمامه . انتهى .