[ ص: 300 - 302 ] فصل في الغسل ( وإذا أرادوا غسله وضعوه على سرير ) لينصب الماء عنه ( وجعلوا على عورته خرقة ) إقامة لواجب الستر ، ويكتفي بستر العورة الغليظة ، هو الصحيح ، تيسيرا ( ونزعوا ثيابه ) ليمكنهم التنظيف ( ووضوءه من غير مضمضة واستنشاق ) لأن الوضوء سنة الاغتسال ، غير أن إخراج الماء منه متعذر فيتركان ( ثم يفيضون الماء عليه ) اعتبارا بحال الحياة ( ويجمر سريره وترا ) لما فيه من تعظيم الميت ، وإنما يوتر لقوله صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=11434إن الله وتر يحب الوتر }( ويغلى الماء بالسدر أو بالحرض ) مبالغة في التنظيف ( فإن لم يكن فالماء القراح ) لحصول أصل المقصود ( ويغسل رأسه ولحيته بالخطمي ) ليكون أنظف له ( ثم يضجع على شقه الأيسر فيغسل بالماء والسدر حتى يرى أن الماء قد وصل إلى ما يلي التخت منه ، ثم يضجع على شقه الأيمن فيغسل حتى يرى أن الماء قد وصل إلى ما يلي التخت منه ) ; لأن السنة هو البداءة بالميامن ( ثم يجلسه ويسنده إليه ، ويمسح بطنه مسحا رفيقا ) تحرزا عن تلويث الكفن ( فإن خرج منه شيء غسله ، ولا يعيد غسله ولا وضوءه ) . [ ص: 303 ] لأن الغسل عرفناه بالنص ، وقد حصل مرة .
( ثم ينشفه بثوب ) كي لا تبتل أكفانه
فصل في الغسل الحديث الثاني : قال عليه الصلاة والسلام : { nindex.php?page=hadith&LINKID=11434إن الله وتر يحب الوتر } ، قلت : روي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، ومن حديث الخدري فحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في " الذكر والدعاء " عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=12080إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة [ ص: 303 ] إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، إنه وتر يحب الوتر }. انتهى وحديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي : أخرجه أصحاب السنن الأربعة في " الصلاة " عن عاصم بن ضمرة عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=8751يا أهل القرآن أوتروا ، فإن الله وتر يحب الوتر }انتهى ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في " مسنده " nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة في " صحيحه " .
وقال الترمذي : حديث حسن انتهى وحديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار في " مسنده " حدثنا يحيى بن ورد بن عبد الله ثنا أبي ثنا عدي بن الفضل ثنا أيوب عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا : { nindex.php?page=hadith&LINKID=11434إن الله وتر يحب الوتر }. انتهى وسكت عنه .
وضعف النووي في " الخلاصة " الأول [ ص: 304 ] وذكر النووي في " الخلاصة في باب حديث الذي وقصته راحلته " أخرجاه عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وفيه : اغسلوه بماء وسدر ، الحديث ، وحديث أم عطية { nindex.php?page=hadith&LINKID=64825أنه عليه السلام ، قال لهن في حق ابنته : اغسلنها ثلاثا ، أو خمسا ، أو سبعا }رواه الجماعة ، وحديث أخرجه أبو داود عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين أنه كان يأخذ الغسل عن أم عطية ، يغسل بالسدر مرتين ، والثالثة بالماء والكافور ، قال : وإسناده على شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم . انتهى .
{ حديث آخر } : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " المعرفة " أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني بكر بن محمد الصيرفي ثنا عبد الصمد بن الفضل ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15986سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل بن شريك عن علي بن أبي رباح ، قال : سمعت أبا رافع ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64826من غسل ميتا ، فكتم عليه غفر له أربعون كبيرة ، ومن كفنه كساه الله من السندس والإستبرق ، ومن حفر له قبرا حتى يجنه ، فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث }. انتهى .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في " معجمه " حدثنا هارون بن ملول المصري ثنا عبد الله بن يزيد المقري به سندا ومتنا ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك " ، وقال : على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ( حديث آخر ) : أخرجه أبو حفص بن شاهين في " كتاب الجنائز " ، عن حماد بن عمرو الضبي عن السري بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن { nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا nindex.php?page=showalam&ids=8علي غسل الموتى ، فإنه من غسل ميتا غفر له سبعون مغفرة ، لو قسمت مغفرة منها على جميع الخلائق لوسعتهم ، قلت : يا رسول الله ، ما يقول من يغسل ميتا ؟ قال : يقول : غفرانك يا رحمن ، حتى يفرغ من الغسل }انتهى وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في " سننه " عن nindex.php?page=showalam&ids=16704عمرو بن خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=15683حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي مرفوعا { nindex.php?page=hadith&LINKID=64828من غسل ميتا ، وحنطه ، وحمله وصلى عليه ، ولم يفش عليه ما رأى ، خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه }. انتهى .
nindex.php?page=showalam&ids=16704وعمرو بن خالد هذا متهم بالوضع ، وقد غسل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أشرف المخلوقين ، وأمر [ ص: 305 ] بتغسيل ابنته ، وغسل nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر بعده ، والناس يتوارثون خلفا عن سلف ، ولم ينقل عن أحد من المسلمين أنه مات ، فدفن من غير غسل إلا الشهداء ، وأما قول الشيخ جلال الدين الخبازي في " حواشيه " : وقوله : لأن الغسل عرفناه بالنص ، ورد { عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : للمسلم على المسلم ثمانية حقوق ، وذكر منها غسل الميت } ، فهذا حديث ما عرفته ، ولا وجدته ، والذي وجدناه من هذا النوع ما أخرجاه في " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=18141حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس }. انتهى .
وفي لفظ لهما : خمس يجب للمسلم على أخيه ، وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم : حق المسلم على المسلم ست ، فزاد : وإذا استنصحك فانصح له ، وروى أبو القاسم الأصبهاني في " كتاب الترغيب والترهيب " من حديث أبي محمد القاسم بن محمد بن جعفر حدثني أبي عن أبيه محمد بن عبد الله عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { للمسلم على أخيه المسلم ثلاثون حقا ، لا براءة له منها ، إلا بالأداء أو العفو : يغفر له زلته ويرحم عترته ويستر عورته ويقيل عثرته ويقبل معذرته ويرد غيبته ويديم نصيحته ويحفظ خلته ويرعى ذمته ويعود مرضه ويشهد ميتته ويشمت عطسته ويرشد ضالته ويرد سلامه ويطيب كلامه ويبر إنعامه ويصدق إقسامه وينصره ظالما أو مظلوما ويواليه ، ولا يعاديه ويحب له من الخير ما يحب لنفسه ، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه ، وإن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا حتى العطسة ، يدع تشميته عليها ، فيطالبه يوم القيامة ، فيقضى له بها عليه }. انتهى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري في " مختصره " : فيه nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق ، وفيه من ليس بمشهور ، والصحيح أن هذه القصة في زينب ، لأن أم كلثوم توفيت ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب ببدر . انتهى . قال ابن القطان في " كتابه " : ونوح بن حكيم رجل مجهول ، لم تثبت عدالته ، فأما الرجل الذي يقال له : nindex.php?page=showalam&ids=15854داود ، فلا يدرى من هو ، فإن داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي ، رجل معروف ، يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=61عثمان بن أبي العاص nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ، وروى عنه nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ويعقوب بن عطاء ، وقيس بن سعيد وغيرهم ، وهو مكي ثقة ، قاله أبو زرعة ، ولا يجزم القول بأنه هو ، وموجب التوقف في ذلك أنه وصف في الإسناد ، بأنه ولدته nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة كان لها بنت واحدة قدمت بها من أرض الحبشة ، ولدتها من زوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب ، المفتتن بدين النصرانية ، المتوفى هنالك ، واسم هذه البنت : حبيبة ، فلو كان زوج حبيبة هذه أبا عاصم بن عروة بن مسعود أمكن أن يقال : إن nindex.php?page=showalam&ids=15854داود المذكور ابنه منها ، فهو حينئذ nindex.php?page=showalam&ids=10583لأم حبيبة ، وهذا شيء لم ينقل ، بل المنقول خلافه ، وهو أن زوج حبيبة هذه ، هو داود بن عروة بن مسعود ، كذا قال أبو علي بن السكن وغيره ، nindex.php?page=showalam&ids=15854فداود الذي nindex.php?page=showalam&ids=10583لأم حبيبة عليه ولادة ، ليس داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود ، إذ ليس nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم زوجا لحبيبة ، ولا هو بداود بن عروة بن مسعود الذي هو زوج حبيبة ، فإنه لا ولادة nindex.php?page=showalam&ids=10583لأم حبيبة عليه ، والله أعلم من هو فالحديث من أجله ضعيف . انتهى .