قال : وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها . لبيك لبيك . لبيك وسعديك . والخير بيديك لبيك . والرغباء إليك والعمل .
[ ص: 89 ] 15543 - كذا روى هذا الحديث جماعة رواة عن مالك وكذلك رواه أصحاب نافع ، أيضا .
15544 - ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله .
15545 - وروى nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا في تلبية رسول الله ( عليه السلام ) دون زيادة nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر من قوله .
15546 - وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة زيادة " لبيك إله الحق " .
15547 - واختلفت الروايات في فتح " إن " وكسرها ، وقوله " إن الحمد [ ص: 90 ] والنعمة لك " . وأهل العربية يختارون في ذلك الكسر .
15548 - وأجمع العلماء على القول بهذه التلبية ، واختلفوا في الزيادة فيها .
15549 - فقال مالك : أكره أن يزيد على تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
15550 - وهو أحد قولي nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
15551 - وقد روي عن مالك : أنه لا بأس أن يزاد فيها ما كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يزيده في هذا الحديث .
15552 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا أحب أن يزيد على تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا شيئا يعجبه ، فيقول : لبيك إن العيش عيش الآخرة .
15553 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، وأبو حنيفة وأصحابه ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور : لا بأس بالزيادات في التلبية على تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيد فيها ما شاء .
15554 - قال أبو عمر : من حجة من ذهب إلى هذا ما رواه القطان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، قال : أهل رسول الله [ ص: 91 ] - صلى الله عليه وسلم - . . ، فذكر التلبية بمثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
15555 - قال : والناس يزيدون : لبيك ذا المعارج ونحوه من الكلام ، والنبي ( عليه السلام ) يسمع فلا يقول لهم شيئا .
15556 - واحتجوا أيضا بأن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كان يزيد فيها ما ذكره مالك وغيره عن نافع في هذا الحديث .
15557 - وما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أنه كان يقول بعد التلبية : لبيك ذا النعماء والفضل الحسن . لبيك مرهوبا منك ، ومرغوبا إليك .
15558 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أنه كان يقول في تلبيته : لبيك حقا حقا . تعبدا وزقا .
15559 - ومن كره الزيادة في التلبية احتج بأن nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص أنكر على من سمعه يزيد في التلبية ما لم يعرفه .
وقال : ما كنا نقول هذا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
15560 - رواه nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17000ابن عجلان ، قال : حدثني عبد الله بن أبي سلمة ، عن سعد .
[ ص: 92 ] 15561 - قال أبو عمر : من زاد في التلبية ما يجمل ويحسن من الذكر فلا بأس ، ومن اقتصر على تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو أفضل عندي .
15562 - ومعنى التلبية إجابة عباد الله - عز وجل - ربهم فيما فرض عليهم من حج بيته ، والإقامة على طاعته .
15563 - يقال منه قد ألب بالمكان . إذا أقام به .
15564 - وقال الراجز :
لب بأرض ما تخطاها الغنم
.
15565 - وإلى هذا ذهب الخليل .
15566 - قال أبو عمر : وقال جماعة من العلماء : إن معنى التلبية إجابة [ ص: 93 ] إبراهيم - عليه السلام - حين أذن بالحج في الناس .
15567 - روى جرير ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : " لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قيل له : أذن في الناس بالحج . قال : رب وما يبلغ الصوت ؟ قال : أذن وعلي البلاغ . فنادى إبراهيم : أيها الناس ، كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق . قال فسمعه ما بين السماوات والأرض . أفلا ترون الناس يجيئون من أقطار الأرض يلبون .
15568 - وروى nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن مجاهد في قوله تعالي : ( وأذن في الناس بالحج ) [ الحج : 27 ] قال : قام إبراهيم على مقامه ، قال : أيها الناس : أجيبوا ربكم ، فقالوا : اللهم لبيك فمن حج البيت فهو ممن أجاب إبراهيم يومئذ .
15569 - قال أبو عمر : معنى " لبيك اللهم لبيك " أي إجابتي إليك إجابة بعد إجابة .
15570 - ومعنى قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر " لبيك وسعديك " أي أسعدنا سعادة بعد سعادة وإسعادا بعد إسعاد .
15571 - وقد قيل : معنى " وسعديك " سعادة لك .
15572 - وكان ثعلب يقول : " إن " بالكسر في قوله : " إن الحمد والنعمة [ ص: 94 ] لك " أحب إلي ; لأن الذي يكسرها يذهب إلى أن الحمد والنعمة لك على كل حال ، والذي يفتح يذهب إلى أن المعنى لبيك إلى أن الحمد لك . أي لبيك ولهذا السبب .
15574 - وكان مالك يستحب أن يبتدئ المحرم بالتلبية بإثر صلاة نافلة ، أقلها ركعتان ، وكره أن يحرم بإثر الفريضة دون نافلة . فإن أحرم بإثر صلاة مكتوبة فلا حرج .
15575 - وقال غيره : ويحرم بإثر نافلة أو فريضة من ميقاته إذا كانت صلاة يتنفل بعدها ، فإن كان في غير وقت صلاة لم يبرح حتى يحل وقت صلاة فيصلي ثم يحرم إذا استوت به راحلته ، وكان ممن يمشي فإذا خرج من المسجد أحرم .
15576 - وقال العلماء بتأويل القرآن في قوله ( عز وجل ) ( فمن فرض فيهن الحج ) [ البقرة : 197 ] قالوا : الفرض التلبية .
15578 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الفرض الإهلال ، والإهلال التلبية .
15579 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وابن الزبير : الفرض الإحرام . وهو كله معنى واحد .
15580 - وقالت عائشة : لا إحرام إلا لمن أحرم ولبى .
15581 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : الفرض : الإحرام ، والإحرام : التلبية ، والتلبية في الحج مثل التكبير في الصلاة .
[ ص: 95 ] 15582 - قال أبو عمر : اللفظ بالتلبية في حين فرض الإحرام عند nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري وأبي حنيفة ركن من أركان الحج ، والحج إليها مفتقر ، ولا تجزئ التلبية عنها عندهما . إلا أن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة يجوز عنده سائر الوجوه من التهليل والتكبير والتسبيح عن التلبية كما يفعل في الإحرام بالصلاة .
15583 - ولم أجد عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي نصا في ذلك ، وأصوله تدل على أن التلبية ليست من أركان الحج عنده .
15584 - وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=14117الحسن بن حي .
هذا قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
15588 - قال أبو عمر : ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12429إسماعيل بن إسحاق ، عن أبي ثابت ، قال : قيل لابن القاسم : أرأيت المحرم من مسجد ذي الحليفة إذا توجه من فناء المسجد بعد [ ص: 96 ] أن صلى فتوجه وهو ناس أن يكون في توجهه محرما ؟ .
فقال ابن القاسم : أراه محرما فإن ذكر من قريب لبى ولا شيء عليه ، وإن تطاول ذلك عليه ولم يذكر حتى خرج من حجه رأيت أن يهريق دما .
15589 - قال إسماعيل : وهذا يدل على أن الإهلال للإحرام ليس عنده بمنزلة التكبير للدخول في الصلاة ، لأن الرجل لا يكون داخلا في الصلاة إلا بالتكبير ، ويكون داخلا في الإحرام بالتلبية وبغير التلبية من الأعمال التي توجب الإحرام بها على نفسه ، مثل أن يقول : قد أحرمت بالحج ولعمرة ، أو يشعر الهدي ، وهو يريد بإشعاره : الإحرام ، أو يتوجه نحو البيت وهو يريد بتوجهه : الإحرام ، فيكون بذلك كله وما أشبهه محرما .