39656 - وكان في أول الإسلام [ أكثر ] طعامهم التمر .
39657 - وفيه أن الأنبياء تزوى عنهم الدنيا حتى ليدركون القوت ، ويبلغ بهم الجهد إلى شدة الجوع حتى يضعف منهم الصوت من غير صيام ، كما وصف في هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
396658 - وفيه أن الرجل إذا دعي إلى طعام ، جاز له أن يدعو جلساءه ، وجاز لهم الإقبال معه إليه وإن لم ينذرهم صاحب الطعام ، وذلك إذا علم الداعي لهم أن الطعام يحملهم ، وأن ذلك يسر صاحب الطعام ويرضاه ، وإلا فلا .
396659 - وقد قال مالك : لا ينبغي لأحد إذا دعي إلى طعام أن يحمل معه غيره لأنه لا يدري هل يسر بذلك صاحب الطعام أم لا ، إلا أن يقول له صاحب الطعام : [ ص: 291 ] ادع من لقيت ، فإن قال له ذلك : كان له أن يحمل معه غيره .
39661 - وفيه من فضل فطنة أم سليم بحسن جوابها [ زوجها ] حين شكا إليها كثرة من حل به من الناس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلة طعامه فقالت له : الله ورسوله أعلم ، أي أنه لم يأت بهم إلا وسيطعمهم .
39663 - وفيه أنه لا حرج على الصديق أن يأمر في دار صديقه بما شاء مما يعلم أنه يسر به ولا يسوؤه ذلك ، ألا ترى أنه اشترط عليهم أن يفتوا الخبز وقال لأم سليم : هات ما عندك .
39664 - ولقد أحسن القائل في هذا المعنى مفتخرا بذلك :
يستأنس الضيف في أبياتنا أبدا فليس يعرف خلق أينا الضيف
[ ص: 292 ] 39665 - وفيه دليل أيضا على أن الثريد أعظم بركة من غيره ، ولذلك اشترط به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .