فصل : فإذا ثبت أن
تأبير بعض النخل تأبير لجميع النخل ، فلا يخلو حال النخل من أحد أمرين :
إما أن يكون نوعا واحدا أو أنواعا .
فإن كان نوعا واحدا فتأبير نخلة منه كتأبير جميعه .
وإن كان أنواعا فتأبير نوع منه ، فهل يكون تأبيرا لجميع أنواعه ؟ على وجهين :
أحدهما : وهو قول
أبي علي بن خيران ، أن كل نوع معتبر بنفسه ، وأن تأبير أحد الأنواع لا يكون تأبيرا لجميع الأنواع : لأن تلاحق النوع الواحد متقارب وتلاحق الأنواع المختلف متباعد .
والوجه الثاني : وهو قول
أبي علي بن أبي هريرة أن تأبير النوع الواحد من النخل تأبير
[ ص: 165 ] لجميع أنواع النخل لما ذكرنا من خوف الاختلاف ، وسوء المشاركة ، وأنه ربما اتفق تأبير الأنواع المختلفة ، واختلف تأبير النوع الواحد .