المانع الثالث :
القتل ، وهو ضربان .
أحدهما : مضمون ، وهو موجب للحرمان ، سواء ضمن بقصاص أو دية أو كفارة كمن رمى صف الكفار ولم يعلم [ فيهم ] مسلما ، فقتل قريبه المسلم ، تجب الكفارة ، ولا دية ، وسواء كان القتل عمدا أو خطأ . وحكى
الحناطي قولا أن
المخطئ يرث مطلقا ، والمشهور الأول . وسواء كان الخطأ بمباشرة كمن رمى صيدا فأصاب مورثه ، أو بالسبب كمن حفر بئرا عدوانا فسقط فيها مورثه ، أو وضع حجرا في الطريق فتعثر به مورثه . وسواء قصد بالتسبب مصلحته ، كضرب الأب والزوج والمعلم للتأديب ، وكسقيه الدواء وبط جرحه للمعالجة إذا مات به الصبي أو غيره ، أو لا يقصد . وفي بط الجرح وسقي الدواء وجه حكاه
ابن اللبان وغيره : أنه لا يمنع . وعن صاحب " التقريب " وجه في مطلق القتل بالتسبب : أنه لا يمنع ، والصحيح الذي عليه الأصحاب الأول . وسواء صدر القتل من مكلف أو غيره ، ويجئ في
الصبي وجه يتخرج من القول الذي حكاه
الحناطي في المخطئ إذا قلنا : عمد الصبي خطأ . وسواء فيه المكره والمختار ، وفي المكره خلاف ، والمذهب المنع .
الضرب الثاني :
قتل غير مضمون ، وهو قسمان : مستحق مقصود ، وغيره . والأول نوعان .
[ ص: 32 ] أحدهما : ما لا يسوغ تركه . فإذا قتل الإمام مورثه حدا بالرجم ، أو في المحاربة ، ففي منعه أوجه . الثالث : إن ثبت بالبينة ، منع . وإن ثبت بالإقرار فلا لعدم التهمة .
قلت : الأصح المنع مطلقا ؛ لأنه قاتل . - والله أعلم - .
النوع الثاني : ما يسوغ تركه ، كالقصاص ، فيه خلاف مرتب على قتل الإمام حدا ، وأولى بالحرمان . ولو
شهد على مورثه بما يوجب الحد أو القصاص ، فقتل بشهادته ، أو
شهد على إحصانه ، وشهد غيره بالزنا ، أو زكى الشهود بالزنا على مورثه ، فهو كما إذا قتله قصاصا .
القسم الثاني : ما لا يوصف بأنه مستحق مقصود ،
كقتل الصائل والباغي ، ففيه خلاف مرتب على القصاص ، وأولى بالحرمان ، والباغي أولى بالحرمان من العادل . والمذهب وظاهر نص
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رضي الله عنه - في الصور كلها : منع الإرث . قال
الروياني : لكن القياس والاختيار : أن ما لا ضمان فيه لا يمنع .
فرع
قد
يرث المقتول من قاتله ، بأن جرح مورثه ثم مات قبل المجروح .