فصل
في
خطبة العيد
فإذا فرغ الإمام من صلاة العيد ، صعد المنبر ، وأقبل على الناس بوجهه وسلم . وهل يجلس قبل الخطبة ؟ وجهان . الصحيح المنصوص : يجلس كخطبة الجمعة . ثم يخطب خطبتين ، أركانهما كأركانهما في الجمعة ، ويقوم فيهما ، ويجلس بينهما ، كالجمعة ، لكن يجوز هنا القعود فيهما مع القدرة على القيام . ويستحب أن
يعلمهم في عيد الفطر أحكام صدقة الفطر ، وفي الأضحى أحكام الأضحية . ويستحب أن يفتح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات متواليات ، والثانية بسبع . ولو
[ ص: 74 ] أدخل بينهما الحمد والتهليل والثناء ، جاز ، وذكر بعضهم : أن صفتها ، كالتكبيرات المرسلة والمقيدة التي سنذكرها - إن شاء الله تعالى - .
قلت : نص
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وكثيرون من الأصحاب على أن هذه التكبيرات ليست من الخطبة ، وإنما هي مقدمة لها ، ومن قال منهم : تفتتح الخطبة بالتكبيرات ، يحمل كلامه على موافقة النص الذي ذكرته ، لأن افتتاح الشيء قد يكون ببعض مقدماته التي ليست من نفسه ، فاحفظ هذا فإنه مهم خفي . - والله أعلم - .
يستحب للناس
استماع الخطبة . ومن دخل والإمام يخطب ، فإن كان في المصلى ، جلس واستمع ، ولم يصل التحية ، ثم إن شاء صلى
صلاة العيد في الصحراء ، وإن شاء صلاها إذا رجع إلى بيته ، وإن كان في المسجد ، استحب له التحية ، ثم قال
أبو إسحاق : لو صلى العيد ، كان أولى ، وحصلت التحية ، كمن دخل المسجد وعليه مكتوبة ففعلها ، ويحصل بها التحية ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12535ابن أبي هريرة : يصلي التحية ، ويؤخر صلاة العيد إلى ما بعد الخطبة ، والأول أصح عند الأكثرين . ولو
خطب الإمام قبل الصلاة ، فقد أساء وفي الاعتداد بخطبته احتمال
nindex.php?page=showalam&ids=12441لإمام الحرمين .
قلت : الصواب وظاهر نصه في ( الأم ) : أنه لا يعتد بها ، كالسنة الراتبة بعد الفريضة إذا قدمها . - والله أعلم - .