فصل : يستحب للرجال زيارة القبور . وهل تكره للنساء ؛ على روايتين ، وأن يقول إذا زارها أو مر بها : سلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، اللهم لا تحرمنا أجرهم ، ولا تفتنا بعدهم ، واغفر لنا ولهم ، ويستحب تعزية أهل الميت .
فوائد : يستحب للزائر أن يقف أمام القبر ، وعنه : حيث شاء ، وعنه : قعوده كقيامه ، ذكره أبو المعالي ، وينبغي قربه ، كزيارته في حياته ، ويجوز لمس القبر باليد ، وعنه : يكره ، لأن القرب تتلقى من التوقيف ، ولم ترد به سنة [ ص: 284 ] وعنه : يستحب ، صححها أبو الحسين ; لأنه يشبه مصافحة الحي ، ولا سيما ممن ترجى بركته ، واجتماع الناس للزيارة كما هو المعتاد بدعة ، قال ابن عقيل : أبرأ إلى الله تعالى منه ، ويجوز زيارة قبر المشرك والوقوف لزيارته لما سبق ، ذكره المجد ، وجوزه حفيده للاعتبار قال : ولا يمنع الكافر زيارة قبر أبيه المسلم ( وهل يكره للنساء ؛ على روايتين ) إحداهما ; وهي المذهب : يكره ; لأن المرأة قليلة الصبر ، فلا يؤمن تهييج حزنها برؤية الأحبة فيحملها على فعل محرم ، والثانية : يباح ; لأن عائشة زارت قبر أخيها عبد الرحمن ، وقال لها nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة : أليس كان نهي عن زيارة القبور ؛ قالت : نعم ثم أمر بزيارتها رواه الأثرم ، واحتج به أحمد ، وعنه : يحرم لما روى nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=10339288أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعن زوارات القبور رواه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وصححه ، وكما لو علمت أنها تقع في محرم ، ذكره المجد مع تأثيمه بظن وقوع النوح ، ولا فرق ، ولم يحرم هو وغيره دخول الحمام إلا مع العلم المحرم ، ويستثنى منه زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقبر صاحبيه ـ رضي الله عنهما - .
فائدة : يسمع الميت الكلام ، ويعرف زائره ، قاله أحمد . يوم الجمعة بعد الفجر قبل طلوع الشمس ، وفي " الغنية " يعرفه كل وقت ، وهذا الوقت آكد ، ويكره مشيه بين القبور بنعلين إلا خوف نجاسة أو شوك ، نص عليه ، واحتج بخبر بشير بن الخصاصية ، وعنه : لا يكره كالخف للمشقة ، وفي الشمشك ونحوه وجهان