لا يقال : لا دلالة في الخبر على فضيلتها لكونه شبه صيامها بصيام الدهر ، وهو مكروه ; لأنه إنما كره صومه لما فيه من الضعف ، والتشبه بالتبتل ، ولولا ذلك لكان من أعظم الطاعات لاستغراقه الزمن بالعبادة ، والمراد بالخبر : التشبيه في حصول العبادة به على وجه لا مشقة فيه ، كما في أيام البيض ، وتحصل فضيلتها بالتتابع والتفرق عند أحمد ، وظاهر " الخرقي " وغيره استحباب تتابعهما ، وبعضهم استحبها عقب العيد ، واستحبها جماعة ، وهو أظهر قال في " الفروع " : ولعله مراد أحمد ، والأصحاب ، لما فيه من المسارعة إلى الخير ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=10339483من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة وفي " الفروع " احتمال أن [ ص: 52 ] الفضيلة تحصل بصومها في غير شوال ، وذكره القرطبي قال : لأن فضيلتها كون الحسنة بعشر أمثالها ، ويكون تقييده بشوال لسهولة الصوم فيه لاعتياده ، وفيه نظر . وظاهره أنه لا يستحب صيامها إلا لمن صام رمضان ، وقاله أحمد والأصحاب ، لكن ذكر في " الفروع " أن فضيلتها تحصل لمن صامها وقضاء رمضان وقد أفطر لعذر ، ولعله مراد الأصحاب ، وفيه شيء .
( وصيام يوم عاشوراء ) بالمد في الأشهر ، وهو اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية قاله nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد ، وهو اليوم العاشر من المحرم في قول أكثر العلماء ، ورواه الترمذي مرفوعا ، وصححه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هو التاسع ( كفارة سنة ) ماضية للخبر ، ويستحب معه صوم التاسع لما روى الخلال بإسناد جيد عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=10339484لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر واحتج به أحمد ، وقال إن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام ليتيقن صومهما . وظاهره أنه لا يكره إفراد العاشر بالصوم ، وهو المذهب ، وقال الشيخ تقي الدين : مقتضى كلام أحمد الكراهة ، وهي قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ولم يجب صومه في قول أصحابنا ، وعنه : وجب ثم نسخ ، اختاره الشيخ تقي الدين ، ومال إليه المؤلف ، وقاله الأصوليون .
فائدة : ينبغي فيه التوسعة على العيال ، سأل ابن منصور أحمد عنه قال : " نعم " . رواه nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12387إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، وكان من أفضل زمانه أنه بلغه أن من ، وسع على عياله يوم عاشوراء ، وسع الله عليه سائر سنته قال nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة : قد جربنا منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرا .
[ ص: 54 ] ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10339489وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) رواه مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وأضافه إلى الله - تعالى - تفخيما وتعظيما كناقة الله ، ولم يكثر - عليه السلام - الصوم فيه إما لعذر أو لم يعلم فضله إلا أخيرا ، والمراد : أفضل شهر تطوع به كاملا بعد رمضان شهر الله المحرم ; لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامه كعرفة ، وعشر ذي الحجة فالتطوع المطلق أفضله المحرم ، كما أن أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل ، وآكده عاشوراء ، ثم تاسوعاء ، ثم العشر الأول ، وهو أفضل الأشهر قاله الحسن ، ورجحه بعض الفقهاء .