المسألة الثالثة
[ دعاء التوجه ]
ذهب قوم إلى أن
التوجيه في الصلاة واجب ، وهو أن يقول بعد التكبير : إما (
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005812وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض )
[ ص: 106 ] وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وإما أن يسبح ، وهو مذهب
أبي حنيفة ، وإما أن يجمع بينهما ، وهو مذهب
أبي يوسف وصاحبه ، وقال
مالك : ليس التوجيه بواجب في الصلاة ولا بسنة .
وسبب الاختلاف : معارضة الآثار الواردة بالتوجيه للعمل عند
مالك ، أو الاختلاف في صحة الآثار الواردة بذلك .
قال القاضي : قد ثبت في الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005813أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسكت بين التكبير والقراءة إسكاتة ، قال : فقلت : يا رسول الله بأبي أنت ، وأمي : إسكاتك بين التكبير ، والقراءة ما تقول ؟ قال : أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد " ، وقد ذهب قوم إلى استحسان سكتات كثيرة في الصلاة ، منها حين يكبر ، ومنها حين يفرغ من قراءة أم القرآن وإذا فرغ من القراءة قبل الركوع ، وممن قال بهذا القول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور ،
nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، وأنكر ذلك
مالك ، وأصحابه ،
وأبو حنيفة ، وأصحابه .
وسبب اختلافهم : اختلافهم في تصحيح حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال : "
كانت له - عليه الصلاة والسلام - سكتات في صلاته حين يكبر ، ويفتتح الصلاة ، وحين يقرأ فاتحة الكتاب ، وإذا فرغ من القراءة قبل الركوع . "