لا نبالغ إذا قلنا: إن إبليس اللعين يسكن كثيراً من بيوتنا.. فقد تسلل إليها برضانا وبنقودنا، وحملناه بأنفسنا إلى داخل حجرات أبنائنا، لقد انخدعنا أو قبلنا الخديعة عن طيب خاطر عندما اشترينا لأبنائنا دون تدقيق أو مراجعة جهاز "البلاي ستيشن" ومعه العديد من الألعاب، ولم يكلف أحدنا نفسه بأن يراجع مع ابنه محتوى هذه الألعاب.. واكتفينا بإقناع أنفسنا بأنها "ألعاب أطفال"، ولم يتطرق إلى أذهاننا أنها ألاعيب الشيطان! وتركنا أبناءنا نهباً لتلك الألعاب التي انتشرت بينهم.. دون رقيب أو حسيب!
وهناك سوقاً رائجة لألعاب فيديو إباحية وإجرامية (البلاي ستيشن والإكس بوكس والكمبيوتر وغيرها) متنوعة ومنتشرة بصورة كبيرة، وأصبحت لها شعبية لدى الأبناء تفوق كرة القدم.
وفي بعض الصحف يعلن الكلمات السرية: (القوة الجنسية الكاملة) و(الجميع بملابس البحر) و(العالم المنحرف) وهي مليئة بالعنف والخلاعة (بدون الكلمات السرية) ثم زادت إباحيتها أضعافاً بالكلمات السرية..
وأغلب الألعاب الموجودة الآن إجرامي وإباحي، ومن بين كل 100 لعبة جديدة تباع بالجمعيات 90 لعبة إجرامية، وهي من أكثر الألعاب انتشاراً، مع أنه يمنع بيعها بالغرب لمن هم أقل من 15 أو 18 عاماً.
ومن اللعب الخطيرة: "حرامي السيارات"!
وهي لعبة تدور فكرتها حول سجين يخرج من السجن ليجد أن الشرطة قد قتلت والدته، وأن العصابات المجاورة سيطرت على المنطقة، فيحاول فرض مزيد من الاحترام والقوة لعصابته في المنطقة، عبر العمليات المختلفة وكل نجاح له درجة ومقابل مادي حسب كل مهمة.
ومن المهام الإجرامية مثلاً: اغتيال أفراد عصابة معينة سرقة منازل سرقة أسلحة من معسكر للجيش السطو على قطارات وشاحنات... إلخ، بالإضافة إلى الإباحية، حيث تقوم الداعرات بعرض خدماتهن بلباس فاضح (لباس البحر) ونادٍ خاص للتعري وغيرها!!
كل ذلك يظهر في اللعبة التي يتسلي بها أبناؤنا في بيوتنا، ونحن إلى جوارهم لاندري سوى أنهم يلعبون ويسلون أوقاتهم، بينما هم قد وقعوا فريسة للشيطان!!
وهناك عدد آخر من ألعاب البلاي ستيشن وإكس بوكس الإباحية، أشهرها:
مصارعة حرة (4 أجزاء).
فيفتي سنت.
ترو كرا يم.
كرايم لايف.
توني فايف تو لايف.
درايفر (الجزء الأخير).
سيمز (3 أجزاء).
وفي هذا الإطار يدعو الخبراء أولياء الأمور مشاهدة ألعاب الفيديو والبلاي ستيشن الموجودة لدى أولادهم للتعرف على الإباحي منها أو الذي يدعو إلى العنف، وسحبه فوراً من أيدي الأبناء.
تحذيرات غربية
وبإلقاء نظرة سريعة على رد فعل الغرب حول اللعبة والحوادث الناتجة عنها، نجد أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية قد حذرت من هذه اللعبة، وأجرت مقابلات مع أولياء الأمور الذين صُدموا من محتواها. وبثت بعض وسائل الإعلام الأمريكية قيام طالب بقتل شرطي بسبب تأثره باللعبة.
وأشارت وسائل الاعلام إلى زيادة حالات اعتداء المراهقين على المشردين التي وصلت إلى حد القتل.
وكرد فعل لذلك قامت بعض الولايات الأمريكية بفرض عقوبات رادعة على من يبيع اللعبة لصغار السن، ومنعت بعض الدول إدخال مثل هذه الألعاب المشينة أراضيها.
فقد وقع حاكم كاليفورنيا "أرنولد شوارزينجر" مسوّدة مشروع قانون يتم بمقتضاه تقييد بيع وتأجير ألعاب الفيديو ذات المحتوى العنيف للقاصرين.. وبدأ العمل بهذا القانون في الأول من يناير 2006م.
ويكفل هذا القانون للآباء التدخل في تقرير نوعية ألعاب الفيديو الملائمة لأطفالهم، كما يقضي بضرورة وضع علامات واضحة على ألعاب الفيديو العنيفة وعدم بيعها للأطفال أقل من سن 18 عاماً.
ويقضي التشريع بفرض غرامة مالية تصل إلى ألف دولار أمريكي على أي شخص يبيع أو يؤجر ألعاب الفيديو ذات المحتويات العنيفة للقاصرين.
كما قام حاكما ولايتي "إلينوي" و"ميتشجن" بإقرار تشريع مماثل.
وعقدت السيناتور هيلاري كلينتون بعقد مؤتمراً صحفياً طالبت فيه بوضع تشريع يمنع وصول أفلام الفيديو والDVD الإباحية والعنيفة إلى أيدي الأطفال.
ونظمت جمعيات ومنظمات وشخصيات أوروبية عديدة حملة كبيرة ضد ألعاب الفيديو والDVD الإباحية والعنيفة وطالبوا بتوقيع عقوبات قاسية وغرامات على من يبيع هذه الأفلام لمن هم أقل من 18 عاماً.
كما رفعت دعاوى قضائية ضد الشركات المنتجة لهذه الأفلام والمحلات المروجة لها بعدد من الدول الأوروبية.
وهناك.. في الغرب لجان عديدة تحدد العمر المناسب للاعب والمشاهد وما تحتويه اللعبة من محاذير، وتجبر شركات الإنتاج على وضع تقييم الأفلام على الغلاف بشكل واضح.
وهناك دول تجبر الشركات على حذف مناظر الدماء تماماً باللعبة الموجهة للصغار.
كما توضع على الغلاف الكثير من الملاحظات والتحذيرات التي لا يتسع المجال لذكرها مثل (دماء كثيرة، ألفاظ نابية، استخدام للمخدرات) ومن أشهر اللجان الغربية:PEGI و.ESRB
مقترحات للعلاج:
1- تكثيف الرقابة من الدولة وإنشاء لجان مماثلة للجان الغربية بإشراف هيئات دولية وإسلامية مثل (دول منظمة المؤتمر الإسلامي ودول مجلس التعاون وجامعة الدول العربية) تتابع الألعاب الجديدة.
2- وضع رقم هاتف خاص للاستفسار عن اللعبة، وموقع بالإنترنت؛ أسوة بالدول الأجنبية.
3- منع نسخ الألعاب وتوعية أولياء الأمور والتنبيه على أخطار هذه اللعبات في المدارس، ومعاقبة كل من يقوم بدعاية لها، خاصة بوسائل الإعلام.
4- سحب جميع أفلام "DVD" وعرضها على الرقابة، ومنع بيع أي فيلم لم يرخص ويحمل رقم الترخيص على الغلاف، مع ضرورة تشديد العقوبة وزيادة الغرامة على المخالفين.
5- إيجاد البديل عن طريق ترجمة ألعاب وبرامج تربوية هادفة وهي كثيرة جداً، وقد قامت قناة المجد للأطفال بترجمة الرسوم المتحركة من جديد، وتمت إضافة كلمات إسلامية تربوية كثيرة عليها، وتلك تمثل عينة جيدة ومحفزة للتكرار مع ألعاب بلاي ستيشن.
وبرمجة ألعاب خاصة من قبل دعاة وتربويين تدور حول: المزارع. التاجر. المسافر. الداعية. مسابقات. المناسك.. إلخ.
6- التخلي عن سياسة (الانسحاب) من قبل الدعاة والتربويين وكل المهتمين بهذا الشأن، ، بل يدخلوا المجمعات التجارية ليقوّموا العوج فيها، عن طريق إبداء ملاحظاتهم وشكاواهم إلى المسؤولين بالحكمة والموعظة والحسنة.
7- دور أولياء الأمور مهم جداً فلا أقل من أن يكلفوا أنفسهم دقائق بفحص ومراجعة ما يشتريه الأبناء والأماكن التي يذهبون إليها، وتنبيههم لخطرها، ومنعهم من استخدامها وإبلاغ المسؤولين بأي مخالفات في أي مجال ليتم تداركها ومحاصرتها.
ـــــــــــ
المجتمع 1728 باختصار وتصرف.