الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معجم صفات الله عز وجل ( 3 )

معجم صفات الله عز وجل ( 3 )

معجم صفات الله عز وجل ( 3 )

( 27 ) الحميد: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ وإن الله لهو الغني الحميد }(الحج:64) وعلّم النبي – صلى الله عليه وسلم - الصحابة أن يقولوا في التشهد في الصلاة: ( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ) ومعنى هذه الصفة أن الله محمود بكل حال، مشكور في كل وقت وآن، وحمده وشكره لكمال ذاته وجميل أفعاله، فكل فعله حسن، والخير كله بيديه، والشر ليس إليه، وما يتوهمه الإنسان شراً من أفعال الله، فذلك راجع إما لسوء فهمه، أو لغفلته عن غايته، فالبراكين والفيضانات والآلام البشرية كلها خير على اعتبار أنها مذكرات للناس حتى يرجعوا إلى ربهم، وهي في ذات الوقت مكفرات للخطايا والسيئات .

( 28 ) الحَنَانُ: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى معدداً فضائله على نبيه يحيى – عليه السلام - :{ وحناناً من لدنا وزكاةً وكان تقياً }(مريم:13) وفي الحديث عندما ذكر النبي مواقف القيامة فذكر الصراط وشفاعة الأنبياء ثم قال: ( ثم يتحنَّن الله برحمته على مَن فيها، فما يترك فيها عبداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها ) رواه أحمد ، ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالرحمة والعطف والشفقة على المؤمنين.

( 29 ) الحياء: صفة لله دل عليها الكتاب والسنة قال تعالى: { والله لا يستحيي من الحق }(الأحزاب: 53)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( إنَّ ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أنَّ يردهما صفراً خائبتين ) رواه الترمذي وآثار هذه الصفة تتمثل في إجابة دعاء المحتاجين، وقبول توبة التائبين مهما ارتكبوا من ذنوب ومعاص .

( 30 ) الحياة : صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه الحي، قال تعالى: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(البقرة: 255 ) وفي الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: ( اللهم لك أسلمت، وبك آمنت .. أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله موصوف بالحياة الكاملة التي لا نقص فيها، ولم يسبقها عدم، ولا يلحقها فناء.

( 31 ) الخِبْرة: صفة لله مأخوذة من اسم الله الخبير، قال تعالى:{ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:118) وفي حديث عائشة رضي الله عنها؛ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم – سألها عن سبب تتبعها له عندما خرج لزيارة المقابر في البقيع ؟ فقالت: لا شيء . قال: ( لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله هو العالم بكنه الأشياء وحقائقها، والفرق بين الخبرة والعلم أن العلم قد يطلق على العلم بالظاهر والباطن في حين أن الخبرة لا تطلق إلا على العلم بالباطن.

( 32 ) الخَلْق: صفة لله مأخوذة من اسميه "الخالق" و"الخلاق " قال تعالى: { هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر: 24 ) وقال تعالى:{ إن ربك هو الخلاّق العليم }(الحجر:86) وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال:( قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كَخَلْقي؛ فليخلقوا ذرَّة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة ) متفق عليه . ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي اخترع الخلق وأنشأهم وأوجدهم من العدم.

( 33 ) الخُلَّة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ واتخذ الله إبراهيم خليلاً }(النساء: 125 ) وفي الحديث: ( ولقد اتخذ الله صاحبكم خَلِيلاً يعني نفسه - صلى الله عليه وسلم - رواه مسلم ومعنى الخلة شدة المحبة وصفاء المودة واختص الله إبراهيم ومحمداً – عليهما السلام – بالخلة لشدة حبه لهما.

( 34 ) الديَّان: صفة لله وردت في حديث عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ينادي الله العباد.. أنا الملك، أنا الدَيَّان ) رواه أحمد . ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي يحاسب العباد على أعمالهم، فيجزي المحسنين إحساناً، والمسيئين ما يستحقونه من عقاب جزاء ذنوبهم.

( 35 ) الرأفة: صفة لله مأخوذة من اسمه تعالى الرؤوف، الوارد في قوله تعالى: { إن الله بالناس لرءوف رحيم }(البقرة:143) ومعنى هذه الصفة أن الله عطوف بعباده، رفيق بهم، شرع لهم ما يقوم بمصالحهم ويكون سبب سعادتهم في الدنيا والآخرة .

( 36 ) التجلي: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا }(الأعراف: 341) وقال تعالى:{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }(القيامة: 22 – 23 ) وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - : أن أناساً في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم – قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم: ( نعم ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يظهر نفسه لأوليائه في الآخرة فيرونه في أرض المحشر، وفي الجنة، فتكون رؤيتهم له أفضل ما أعطوا على الإطلاق .

( 37 ) البصر: صفة لله ورد بها الكتاب والسنة قال تعالى: { إنني معكما أسمع وأرى }(طه:46) وقال تعالى:{ ألم يعلم بأن الله يرى }(العلق:4)، وقال تعالى:{ إن الله هو السميع البصير }( غافر: 20 ) ومعنى هذه الصفة أن الله يرى كل مُبْصَرٍ لا يغيب عنه شيء .

( 38 ) الربوبية: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه ( الرب ) قال تعالى: { الحمد لله رب العالمين }(الفاتحة:1) وفي حديث العباس بن عبد المطلب ، - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – نبياً ) رواه مسلم . ومعنى صفة الربوبية أن الله مالك الخلق ومنشؤهم، وصاحب الأمر فيهم، وهو مصلح أمورهم والقائم على أرزاقهم .

( 39 ) الرحمة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }(البقرة: 64) وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( لما خلق الله الخلق، كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي ) رواه البخاري ومسلم ، ومعنى هذه الصفة أن الله يعطف على عباده ويرفق بهم .

( 40 ) الرَّزْقُ: صفة لله مأخوذة من اسمه الرزاق والرازق قال تعالى: { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }(الذاريات: 58 ) ومأخوذة من فعله الرَّزْقُ قال تعالى: { والله يرزق من يشاء بغير حساب }( البقرة: 212 ) وفي الحديث عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( إن الله هو المسعِّر القابض الباسط الرَّازق .. ) رواه أحمد ومعنى هذه الصفة أن الله هو المتكفل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها.

( 41 ) الرضا: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم }(المائدة:119 ) وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله يقبل المؤمنين، ويُسَرُّ بهم وبأعمالهم، ويجازيهم بأحسن ما كانوا يعملون.

( 42 ) الرفق: صفة لله مأخوذة من اسم "الرفيق" الوارد في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( إنَّ الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله ) رواه البخاري ومسلم . والوارد أيضاً في قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فَشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم، فارفق به ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة: أن الله لطيف بعباده يرفق بهم، فهو خالقهم ورازقهم، وإذا عصوه دعاهم إلى التوبة ولم يعجل عليهم.

( 43 ) الرِّقابة: صفة لله مأخوذة من اسمه الرقيب، قال تعالى: { إن الله كان عليكم رقيبا }(النساء:1 )، ومعنى هذه الصفة أن الله لا يغفل عما خلق، فيلحقه نقص أو يدخل عليه خلل، وهذه الصفة راجعة إلى العلم والسمع والبصر؛ فإن الله تعالى رقيب على الأشياء بعلمه المقدس عن مباشرة النسيان، ورقيب للمبصَرات ببصره الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ورقيب للمسموعات بسمعه المُدرِكِ لكل حركة وكلام ؛ فهو سبحانه رقيب عليها بهذه الصفات، لا يخرج شيء عن علمه وسمعه وبصره .

( 44 ) السُّبُوح: صفة ثابتة لله في السنة المطهرة، والدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - في ركوعه وسجوده: ( سُبُّوح قُدُّوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله مطهر عن كل دنس، مبرأ من كل نقص، خال من كل عيب، فهو كامل في ذاته وصفاته وأفعاله.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة