الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجهزوا علينا من فضلكم

أجهزوا علينا من فضلكم

أجهزوا علينا من فضلكم

أيها السادة إن رحمتكم بنا، تضرنا دون أن تدروا بالطبع، فمحاولتكم تجزئة القضاء علينا لإطالة عمر بعضنا الذين ترونهم أقل جرماً من الآخرين، هذه المحاولات تجعلنا نتألم مرتين... مرة ونحن نرى إخواننا الذين يسبقوننا إلى حتفهم، ومرة حين يأتي دورنا، وأنتم معروف عنكم الرفق بالحيوانات ونعلم أنكم رفقاء حتى بنا فأنتم تريدون إبادتنا لا لشيء إلا لأننا لا يجب أن نعيش في عالم لا تربطنا به أي وسيلة للتفاهم،فهو عالم لا يعرف الرحمة ولا العدل.

فنحن رعاع وهو عالم متحضر، نحن إرهابيون وهو عالم مسالم، لذا فإن لكم كل الحق في هذا القرار أن تريحونا وتستريحوا إلا أنكم تبذلون بخطتكم المجزأة وقتاً وجهداً واجتماعات أطول وأنتم في غنى عن كل ذلك، أنتم في غنى أيضاً عن محاولة استمالة بعضنا ليكونوا ذيولاً لكم، ما دامت نهايتهم ونهايتنا قادمة، فلا تبذلوا كل هذا الجهد في رسم الخطط، أقترح عليكم وأرجو أن تأخذوا بهذا الاقتراح أن يتم الأمر برمته مرة واحدة، أعلم أنكم تخافون على كيان أصدقائكم وأحبابكم الذين يعيشون بيننا، أظن أنكم باستطاعتكم أن تدمروا كل شيء وأن يكون الأمر الصادر إلى كومبيوتر الفناء باستثناءهم في مناطقهم التي يقيمون بها مؤقتاً إلى أن نخلي لكم ولهم المكان برمته.

أيها القضاة العادلون، لا تتعجبوا لبعض من يتظاهرون ضدكم، أو يتوعدونكم بالمقاومة والرفض لقراركم الصائب، هم لا يدركون أنكم تعملون لصالحهم في النهاية. وأنا أسألهم ألم يشهدوا أسفكم لحتف بعضنا؟!، ألم يروكم وأنتم ترسلون المعونات لمن لم ينلهم شرف الموت وعاشوا للأسف بعد قصفهم؟!، أي إنسانية أكثر من أنكم تقررون ضرورة بناء المدن التي قمتم بهدمها، ألم يروا جهودكم لبناء مجتمعاتنا من جديد شريطة أن تكون خالية منا؟!.

يبدو أن هذه الأمثلة من التحضر يصعب علينا فهمها ولكن العيب فينا، نحن لم نتعلم منكم شيئا، رغم أنكم حاولتم ذلك فأرسلتم إلينا أفكاركم عبر كل الوسائل، وحاولتم استمالتنا بكل الطرق، ولكن يبدو أننا قد عمينا وتمسكنا بأشياء، أو على الأصح تمسك بعضنا بمبادئ لاتتناسب وزمانكم ودولتكم.
سامحوهم، أرجوكم سامحوهم، فلا يجب أن يرحلوا وأنتم في أنفسكم شيء عليهم. إن التسامح من شيمكم، فسامحوهم وأرسلوا وروداً إلى قبورهم. واعقدوا احتفالات لائقة بتأبينهم أو بتحقيقكم لأهدافكم الإنسانية تجاههم.

بقي أن أسألكم عن مشكلة ستواجهونها فيما بعد، ماذا ستفعلون فيما سنخلفه مثلاً من هواء تنفسناه، ومن أوراق كتبناها، ومن دماء سالت منا عن غير عمد على أراضينا، ورائحتنا التي تركناها خلفنا في منازلنا المهدمة، وعن صدى أصواتنا ونحن نتأوه قبل الرحيل، ماذا ستفعلون في كل ذلك.
يبدو أنه ما زال لديكم من العمل الكثير، ولكنكم لابد من أن تتحلوا بالصبر فقد بدأتم الطريق وأظنه أوشك على النهاية. ساعتها سينقلب السحر على الساحر ولا شك:

ملكنا فكان العدل فينا سجية فلما ملكتم سال بالـدم أبطــــــــح

وحللتم قتل الأساري وطالما غدونا علي الأسارى نمن ونصفــــح

فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضــــــح
________________
الأفق الثقافية ( بتصرف)

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

خواطـر دعوية

المواساة خلق أهل المروءة

"المواساة" خلق نبيل، من مكارم الأخلاق ومحاسن العادات التي دعا إليها الإسلام، وهو من أخلاق المؤمنين، وجميل...المزيد